kawalisrif@hotmail.com

الدفاع عن سبتة ومليلية هو دفاع عن إسبانيا … هذيان استعماري بلسان جنرال !

الدفاع عن سبتة ومليلية هو دفاع عن إسبانيا … هذيان استعماري بلسان جنرال !

نشرت صحيفة محلية بسبتة المحتلة أمس الإثنين تحليلاً بعنوان: “الدفاع عن إسبانيا انطلاقًا من سبتة ومليلية”، يوقعه الجنرال الإسباني المتقاعد خوان كارلوس دومينغو غيرا، والذي يبدو أنه لم يُسلّم بعد بانتهاء عهد “المدافع والسفن الحربية”.

الجنرال، الذي ربما اشتاق لأيام الخدمة في ظل راية الإمبراطورية المنكمشة، لم يتردد في تقديم رأي عسكري مموّه بغطاء ثقافي واستراتيجي، متناسياً أن الزمن تغيّر وأن الاحتلال مهما طال عمره، لا يُكسب شرعية ولا يُلغي الحق التاريخي.

وبنفس النفس الاستعماري البائد، اعتبر دومينغو أن سبتة ومليلية هما “جوهرتان مهددتان” من طرف الجار الجنوبي ـ المغرب ـ الذي لا يخفي رغبته في إنهاء واحدة من آخر مظاهر الاستعمار الأوروبي في إفريقيا.

وبدلاً من الاعتراف بحقيقة تاريخية وجغرافية لا يمكن إنكارها، يقترح الجنرال ما سماه “قاعدة 3C” – القناعة، القدرة، والالتزام – وكأن الأمر يتعلق بمنتوج تسويقي يحتاج إلى خطة إنقاذ لا بحقيقتين جغرافيتين مغتصبتين.

أما دعوته لتعزيز الانتماء الإسباني داخل المدينتين، عبر الإعلام والسياسات الرمزية، فهي في حقيقتها وصفة يائسة لبث الروح في مشروع سياسي هشّ، يتغذى على الخوف من المغرب أكثر مما يقوم على شرعية شعبية أو سيادة حقيقية.

ولم يُخفِ دومينغو مخاوفه من غياب المظلة الدفاعية لحلف الناتو، فراح يبحث عن “ثغرات قانونية” في معاهدات الاتحاد الأوروبي وواشنطن، ساعيًا إلى تجنيد التحالفات الدولية… بينما يعلم الجميع أن العالم لم يعد يُكافئ الدول المحتلة، بل يُدينها.

وفي محاولة لتبرير الاحتفاظ بالمدينتين، لجأ الجنرال إلى لغة الأرقام، مستشهدًا بالكثافة السكانية لسبتة ومليلية، ناسياً أن الاحتلال لا يُقاس بعدد السكان، بل بعدد السنوات التي ضُرب فيها عرض الحائط بحق الشعوب في تقرير مصيرها.

وفي الختام، يحذر الرجل من الخطابات البراغماتية، ربما لأنه يعلم أن الزمن لم يعد زمن الجنرالات، بل زمن الشعوب، وأن الخطابات الواقعية لم تعد تتسامح مع الاستعمار المغلّف بثقافة أو تغطية قانونية.

 

24/06/2025

Related Posts