في خطوة استراتيجية تعبّر عن تحوّل نوعي في قدرات الردع والدفاع البحري، كلّفت البحرية الإسبانية شركة “نافانتيا” للصناعات العسكرية البحرية بإجراء دراسة جدوى معمّقة لبناء أول حاملة طائرات تقليدية في تاريخ البلاد.
يأتي هذا التوجه ضمن عملية إعادة هيكلة شاملة للعقيدة الدفاعية الإسبانية، بهدف تعزيز حضور القوات البحرية في الساحات الدولية، وتوسيع قدراتها التشغيلية بما يتوافق مع المتطلبات العملياتية الحديثة لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وستُصمّم الحاملة التقليدية المرتقبة لتكون منصة جوية متقدمة، تتيح للطائرات الإقلاع عبر مدرجات طويلة، على غرار الحاملات الأمريكية والفرنسية. من شأن ذلك أن يوسّع إمكانات تشغيل الطائرات المقاتلة من الجيل الجديد، بدل الاعتماد الحصري على الطائرات ذات الإقلاع العمودي المستخدمة حاليًا.
تمثل هذه الخطوة قفزة نوعية مقارنة بحاملة الطائرات الخفيفة “خوان كارلوس الأول”، التي، رغم كفاءتها، تقتصر على دعم الطائرات العمودية والمقاتلات من طراز Harrier. وكانت البحرية الإسبانية قد استخدمت سابقًا حاملات مثل “ديدالو” و**”الأمير أستورياس”**، التي أدت أدوارًا محدودة في العمليات العسكرية.
ويأتي هذا القرار في ظل تصاعد التحديات الأمنية في منطقة البحر المتوسط، وارتفاع حدة التوترات الجيوسياسية، ما يستدعي تعزيز الحضور البحري الإسباني على المدى الطويل. كما يعكس التوجه التزام الحكومة الإسبانية برفع مستوى الجاهزية الدفاعية، تماشيًا مع أهداف الإنفاق العسكري التي أُقرت في قمة الناتو الأخيرة.
وفي حال تمت المصادقة على المشروع، فإن إسبانيا ستنضم إلى مجموعة الدول القليلة التي تمتلك حاملات طائرات تقليدية، وهو ما يمنح البحرية الإسبانية استقلالية استراتيجية، ويعزز قدرتها على تنفيذ عمليات بعيدة المدى، بما في ذلك التدخلات الجوية من عرض البحر، وتقديم الدعم اللوجستي المتقدّم في حالات النزاعات الإقليمية والكوارث الإنسانية.
25/06/2025