kawalisrif@hotmail.com

الخليفة الأول لرئيس مجلس المستشارين ، سلامة، يلقي كلمة في قمة مالقة البرلمانية من أجل المتوسط

الخليفة الأول لرئيس مجلس المستشارين ، سلامة، يلقي كلمة في قمة مالقة البرلمانية من أجل المتوسط

في سياق دولي يزداد تعقيداً وتنوعاً في تحدياته، شارك عبد القادر سلامة، الخليفة الأول لرئيس مجلس المستشارين، في أشغال القمة التاسعة لرؤساء البرلمانات الأعضاء في الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، المنعقدة بمدينة مالقة الإسبانية، من 26 إلى 27 يونيو 2025، مؤكداً من خلال حضوره انخراط المملكة المغربية في تعزيز السلم الإقليمي، وتقوية آليات التعاون البرلماني المشترك.

وقد شكّلت مداخلته خلال الجلسة العامة للمؤتمر تجسيداً لدبلوماسية مغربية متزنة وواعية بأبعاد اللحظة الدولية، حيث دعا إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، ترتكز على التعايش، والعدالة، والتنمية المشتركة، كسبيل وحيد لمواجهة منطق العنف وتفكيك بؤر التوتر. وهي رسالة تنسجم مع الرؤية المتبصرة التي ما فتئ يؤكدها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدعوة إلى وقف الحرب على غزة، وفتح آفاق سياسية عادلة ومستدامة من خلال حل الدولتين.

وفي معرض حديثه عن السياق الإقليمي العام، حذر السيد سلامة من التداعيات الخطيرة للصراعات التي تعصف بمنطقة شرق المتوسط، مشدداً على أن غياب حل عادل للقضية الفلسطينية يظل مفتاحاً لفهم وتعقيد العديد من النزاعات في الجوار. كما ذكّر بأن منطق القوة والاقتتال لا يمكن أن يؤسس لمستقبل مستقر، بل إن التوازن الاستراتيجي لن يتحقق إلا من خلال الانتصار لقيم السلام والتعاون.

وفي ما يتعلق بملف الهجرة، ثمّن السيد سلامة إدراج هذا الموضوع ضمن أولويات الرئاسة الإسبانية للجمعية، مبرزاً الحاجة إلى إعادة صياغة الخطاب حول الهجرة بما يعكس طابعها الإنساني والديموغرافي، بعيداً عن التمثلات المشوهة التي تغذيها بعض الخطابات الشعبوية. كما دعا إلى التمييز الواضح بين الهجرة النظامية وغير النظامية، مع التشديد على حماية الحقوق الأساسية للمهاجرين.

وفي هذا الصدد، سلط الضوء على النموذج المغربي-الإسباني الناجح في تدبير هذا الملف الحساس، معتبراً إياه مرجعية إقليمية في بناء سياسات هجروية إنسانية وفعالة، تستند إلى الحوار، والتضامن، وتقاسم المسؤوليات. وعبّر عن أمله في أن تستلهم دول المتوسط هذا النموذج التشاركي، بما يعزز الاستقرار والاندماج السلس للمهاجرين في المجتمعات المضيفة.

وفي ختام مداخلته، عبّر السيد عبد القادر سلامة عن تقديره الكبير لجهود السيدة فرانشينا أرمانغول، رئيسة مجلس النواب الإسباني، خلال فترة رئاستها للجمعية، مثنياً على ديناميتها وروحها الحوارية البناءة. كما هنأ الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب المصري، على توليه الرئاسة الدورية للجمعية، معرباً عن ثقته في قدرة المؤسسة البرلمانية المتوسطية على مواصلة أداء دورها الحيوي في تكريس التقارب وتعزيز التشاور الإقليمي.

وقد تميزت هذه القمة بمشاركة رفيعة المستوى لرؤساء برلمانات دول شمال وجنوب المتوسط، وتناولت مواضيع حيوية تمس جوهر التعاون الإقليمي، في ظل تقاطعات الأزمات العالمية، سواء في مجالات الأمن، والهجرة، والتغير المناخي، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

مسار سياسي راسخ… من البناء الحزبي إلى الدبلوماسية البرلمانية

إن مشاركة السيد عبد القادر سلامة في هذه القمة لم تكن مجرد حضور بروتوكولي، بل كانت ترجمة لمسار طويل من النضال السياسي والعمل المؤسساتي، حيث يُعد من أبرز مؤسسي حزب التجمع الوطني للأحرار، وواحداً من أعمدته التنظيمية والفكرية منذ انطلاق المشروع الحزبي في نهاية السبعينيات.

وقد لعب دوراً محورياً في ترسيخ الحضور السياسي للحزب في الأقاليم الشمالية والشرقية للمملكة، وساهم من خلال موقعه كمستشار برلماني، وعضو في أجهزة الحزب، في بلورة المواقف الوطنية المتوازنة التي تجمع بين الدفاع عن الثوابت والانفتاح على القضايا الإقليمية والدولية. كما أسهمت شبكة علاقاته البرلمانية والدبلوماسية الواسعة، في تعزيز صورة المغرب داخل المنتديات الدولية، وتوطيد جسور التعاون البرلماني مع بلدان المتوسط.

اليوم، يواصل السيد سلامة أداءه السياسي والدبلوماسي بخبرة مراكمة، واتزان في الرؤية، وتشبث بالثوابت، ما يجعله نموذجاً للنخبة الوطنية التي توفق بين المسؤولية السياسية والمرافعة الدولية، في انسجام تام مع التوجهات الملكية السامية، ورؤية المغرب في بناء فضاء متوسطي أكثر توازناً واستقراراً وإنصافاً.

26/06/2025

Related Posts