kawalisrif@hotmail.com

بالفيديو :  “النشيد الصوفي على إيقاع هاتيكفاه”… أئمة مغاربة وعرب في حضرة رئيس الاحتلال يرقصون على موتى غزة

بالفيديو : “النشيد الصوفي على إيقاع هاتيكفاه”… أئمة مغاربة وعرب في حضرة رئيس الاحتلال يرقصون على موتى غزة

في مشهد وُصف بأنه “صادم” و”خارج عن السياق التاريخي والروحي”، استقبل رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ، وفدًا من أئمة الجاليات الإسلامية القادمة من عدة دول أوروبية، من بينها فرنسا، بلجيكا، هولندا، إيطاليا، وبريطانيا، في مقر إقامته بـ”تل أبيب”.

الزيارة، التي جاءت في وقت يواصل فيه الاحتلال حربه الوحشية على غزة، وتدنيسه المتكرر للمسجد الأقصى، ونسفه لعشرات المساجد، اعتُبرت صفعة رمزية ومجانية لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم، الذين تابعوا بذهول كيف قام بعض هؤلاء الأئمة بترديد النشيد الصهيوني “هاتيكفاه” ـ الذي يعني “الأمل” ـ بأسلوب شبيه بإنشاد المدّاحين الصوفيين، في لحظة بدت فيها الرمزية أبلغ من الحدث نفسه.

اللقاء، الذي جرى الترويج له عبر قنوات رسمية إسرائيلية، جاء مُغلّفًا بخطاب “التعايش” و”الحوار بين الأديان”، إلا أن توقيته يطرح أكثر من علامة استفهام. فهل نسي هؤلاء الأئمة أن المساجد تُسحق تحت القصف؟ هل غابت عنهم مشاهد الأطفال المنتشلين من تحت الأنقاض في غزة؟ أم أن “الاعتدال” الجديد بات يُقاس بمدى الانبطاح أمام الاحتلال، وترديد نشيده في بلاطه؟

الأكثر إثارة للجدل أن الزيارة لم تكن سرية، بل جرى توثيقها علنًا وبكل فخر من طرف الإعلام الإسرائيلي، وكأنها ورقة توت تغطي بها تل أبيب عوراتها الحقوقية أمام الغرب.

سؤال محور فرض نفسه على النقاش العام: من فوّض هؤلاء الأئمة تمثيل مسلمي أوروبا؟ وهل يعلم مسلمو الجاليات أن بعض “أئمتهم” صاروا جسرًا ناعماً لتبييض وجه الاحتلال، في الوقت الذي يُنكل فيه بأبناء جلدتهم في القدس وغزة ونابلس؟

في فرنسا وبلجيكا، بدأت بوادر استنكار داخل عدد من الجاليات، حيث دعا نشطاء ومسؤولون دينيون إلى فتح تحقيق حول طبيعة هذه الزيارة وأجندتها السياسية، معتبرين أن “من يقف مع القاتل لا يملك أن يقدّم دروسًا في الأخلاق من على منابر المساجد”.

هنيئًا للاحتلال بهذا الفوز المجاني: أئمة يزورونه طواعية، وينشدون نشيده الوطني وكأنهم في حضرة سلطانٍ روحي، لا في قصر زعيم كيان ارتكب جرائم ضد الإنسانية. يبدو أننا دخلنا عصرًا جديدًا من “التطبيع العاطفي”، حيث لا حاجة بعد الآن للصفقات السياسية… يكفي أن “يحبك الإمام” وينشد لك “هاتيكفاه” بطبقة روحية.

وبينما تواصل إسرائيل قصف الأطفال والمساجد، بعض الأئمة في أوروبا اختاروا أن يرقصوا على أنقاضنا… بالإيقاع الصوفي ذاته الذي كنا نظنه مناجاةً لله، لا مدحًا لدولة محتلة .

08/07/2025

Related Posts