أحدث انتخاب جواد الزيات رئيساً جديداً لنادي الرجاء الرياضي، خلال جمع عام وصف بالتاريخي، تحوّلاً لافتاً ليس فقط داخل أسوار الفريق الأخضر، بل في مشهد تسيير كرة القدم الوطنية ككل. ففي سابقة نادرة بالمغرب، تم انتخاب الرئيس الجديد عبر صناديق الاقتراع في جلسة دامت أكثر من تسع ساعات، تنافس فيها مع مرشحين آخرين، في لحظة ديمقراطية أثارت إعجاب جماهير الأندية الأخرى، التي ما تزال تعاني من هيمنة منطق التزكية والتوافقات داخل جمعياتها العامة. هذا التحول في الرجاء بعث بإشارات قوية بخصوص نهاية زمن التسيير التقليدي، ووجه صفعة مدوية لتيارات متجذرة في التحكم، أبرزها هشام آيت منا، رئيس الوداد الرياضي.
الزيات، الذي يُحسب له إخراج الرجاء من أزمة مالية حادة سنة 2018، يعود اليوم بمشروع استراتيجي جديد يتقاطع مع دخول الفريق في مرحلة التحول إلى شركة رياضية بشراكة مع “مرسى ماروك”. هذه الدينامية الجديدة أقلقت الوداديين، الذين يرون ناديهم يترنح تحت قيادة رئيس يفتقر إلى الرؤية والانضباط، ويفشل حتى في الحفاظ على توازن الفريق رياضياً ومالياً. فرغم وعوده السابقة، لم يحقق آيت منا أي إنجاز يُذكر، بل دخل في دوامة من القرارات المرتجلة، أبرزها التعاقد مع لاعبين تخلت عنهم أندية منافسة، في خطوات تُعيد للأذهان أخطاء رؤساء مرّوا من نفس التجربة سابقاً.
الأمر لا يقف عند حدود الغيرة الرياضية أو صراع الغريمين التقليديين، بل يتعداه إلى صراع تصورات ومقاربات في التسيير. الزيات، المعروف برصانته وبُعد نظره، رفض منذ سنوات التعامل مع آيت منا حين حاول فرض لاعبين على الرجاء قادمين من شباب المحمدية، وهو ما رسّخ لديه نوعاً من العقدة تجاه الرئيس الرجاوي، ظهرت في خرجاته المتكررة ضد النادي وجماهيره. وبينما يسير الرجاء نحو ترسيخ نموذج رياضي متكامل، يُهدد مستقبل آيت منا في الوداد، خصوصاً مع تزايد دعوات الجماهير للتغيير، في ظل الخوف من تكرار تجربة شباب المحمدية، التي انتهت بسقوط الفريق إلى القسم الثاني بسبب نفس الرئيس.
09/07/2025