بعد تنصل النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، والذي يشغل كذلك رئاسة جماعة النكور بإقليم الحسيمة عن طريق الصدفة، من الوعود التي قطعها على نفسه خلال الحملة الانتخابية الجزئية لمجلس النواب سنة 2022، قررت الساكنة إطلاق نداء للمحسنين من أجل جمع التبرعات لفك العزلة عن دوارهم.
فالدوار لا يربطه أي طريق، حتى ولو كانت غير معبدة (piste)، حيث لا يزال السكان يعتمدون على وسائل تقليدية كركوب الدواب للتنقل إلى السوق الأسبوعي القريب (أربعاء تاوريرت)، أو يضطرون للسير على الأقدام إلى مركز تاوريرت بحثًا عن وسيلة نقل نحو المراكز المجاورة. وقد تم تسجيل حالات عديدة تم فيها نقل المرضى على توابيت الموتى لغياب وسائل نقل لائقة، وكأن الدوار يوجد في منطقة “تورا بورا”، رغم أنه تابع لجماعة النكور.
والمطلب لا يتجاوز توفير جرافة لفتح مسلك طرقي بسيط لفك العزلة عن الساكنة، التي تعاني التهميش منذ عقود. فهم لا يطالبون بالتزفيت ولا التزليج ولا الترخيم، بل فقط بتهيئة طريق بسيط بواسطة جرافة وقليل من مواد البناء.
هذا الوضع يطرح تساؤلات حول دور مجلس جماعة النكور، وعلى رأسه “رئيس الصدفة” المنتمي لحزب الأحرار، الذي يتولى وزارة الفلاحة صاحبة الاختصاص الوطني في إنجاز وتهيئة الطرق والمسالك القروية، إضافة إلى رئاسته للمجلس الإقليمي للحسيمة، الجهة المخولة إقليميًا بتهيئة هذه المسالك.
كما يوجه النقد إلى البرلماني بوطاهر البوطاهري، الذي استغل ثقة الساكنة للركوب على مطالبهم بغرض كسب الأصوات، دون أن يفي بوعوده.
ورغم كل هذه الصلاحيات والإمكانات المتوفرة لهذا المسؤول، بما فيها رئاسة حزبه للمجلس الجماعي ، فإنه لم يحرّك ساكنًا لفك العزلة عن دواوير جماعته، ولا يعير أي اهتمام لنداءات الساكنة ولا لمعاناتهم، خصوصًا تلك الدواوير “المغضوب عليها” لأسباب انتخابية ضيقة وتافهة.
10/07/2025