kawalisrif@hotmail.com

“فضيحة التأمين” تهز الأرجنتين :    الرئيس السابق ألبرتو فرنانديز في قبضة القضاء وتجميد ثروته بملايين الدولارات

“فضيحة التأمين” تهز الأرجنتين : الرئيس السابق ألبرتو فرنانديز في قبضة القضاء وتجميد ثروته بملايين الدولارات

في زلزال سياسي-قضائي جديد يضرب المشهد الأرجنتيني، أصدرت محكمة فدرالية أمرًا رسميًا بمتابعة الرئيس الأسبق ألبرتو فرنانديز في قضية فساد مالي من العيار الثقيل، تتعلق بصفقات تأمين مشبوهة تورطت فيها شخصيات من الدائرة الضيقة للحكم. القرار لم يكتفِ بالتكييف الجنائي، بل أرفقه أيضًا بـ تجميد شامل لأملاك فرنانديز بلغت قيمتها نحو 14 مليار بيزو (أكثر من 10 ملايين يورو).

القصة تبدأ فور صعود فرنانديز إلى الحكم عام 2019، حين وقّع مرسومًا رئاسيًا يُلزم جميع الهيئات والمؤسسات العمومية بالتعامل الحصري مع شركة التأمين التابعة لبنك الأمة “ناثيون سيغوروس”. لكن الوجه الآخر للمرسوم، كان تعيين صديقه المقرب هيكتور مارتينيث سوسا كوسيط في هذه العمليات، ما مكّنه من تحصيل عمولات ضخمة في سوق مغلق ومحتكر.

مارتينيث سوسا لم يكن مجرد سمسار عابر، بل كان زوج السكرتيرة الشخصية للرئيس، ماريا كانثيرو، المرأة التي كانت تمسك بخيوط أجندة القصر الرئاسي. علاقة المصاهرة والصداقة والمصالح هذه أطلقت صافرات الإنذار لدى السلطة القضائية، التي فتحت ملفًا اتسعت دائرته بسرعة لتشمل 33 متورطًا في شبكة مالية متشابكة، يقف على رأسها رجل كان يرفع شعار “الدولة للجميع”، فإذا به يحوّلها إلى غنيمة لأصدقائه.

وفي ضربة أخرى لصورة الرئيس السابق، عثرت النيابة على صور صادمة لشريكته السابقة فابيولا يانييث، تظهر عليها علامات عنف جسدي، لتفتح السلطات ملفًا آخر بتهمة العنف الأسري، ما يعمّق من مأزق فرنانديز القضائي والسياسي.

القاضي الفدرالي سيباستيان كاسانييو لم يتردد في الجزم بدور فرنانديز قائلاً إن “الرئيس الأسبق تدخّل بشكل مباشر لتسهيل أعمال وسيطه المفضل، الذي سبق وأن كان من زبائنه كمحامٍ بين 2010 و2019”. الإعلام الأرجنتيني لم يتأخر في ربط خيوط هذه القضية بقضايا فساد سابقة ضربت الحزب البيروني.

فرنانديز لم يكن أول المتورطين. فقد سبقه إلى ردهات القضاء نائبته السابقة كريستينا كيرشنر، التي تقبع اليوم تحت الإقامة الجبرية بعد إدانتها بتهم اختلاس المال العام، وقبلها أمادو بودو، النائب السابق لرئيس الجمهورية، الذي حُكم عليه بالسجن في قضايا مماثلة.

خلاصة المشهد؟ إذا أكّد القضاء إدانة فرنانديز، فإن الحزب البيروني يكون قد حقق “رقمًا قياسيًا”: ثلاثة رؤساء ونواب رئاسيين في عشر سنوات… جميعهم مدانون!

الأرجنتين، البلد الذي لطالما تغنّى بتاريخه الديمقراطي ونضالاته الاجتماعية، يجد نفسه اليوم أمام مرآة مشروخة، تعكس نُخَبًا سياسية توغّلت في الفساد، وجعلت من الدولة مزرعة خاصة… والعدالة الآن، تسأل: من التالي؟

11/07/2025

Related Posts