في زمنٍ تتسارع فيه الأضواء حول النجوم، وتُقاس النجاحات بالألقاب والعقود، اختار النجم الشاب يامين جمال أن يمنح لحظة توقيع عقده الجديد مع نادي برشلونة طابعًا إنسانيًا خاصًا، حين أصرّ على حضور جدته بجانبه خلال هذا الحدث التاريخي في مسيرته الكروية.
فبينما كان الإعلام يترقب خبر تجديد عقده حتى عام 2031، ومنحه القميص رقم “10” خلفًا لأساطير كبار، كانت عينا جمال تفتّشان عن وجه واحد في القاعة: وجه جدته، التي قال عنها بكل فخر وحنان:
“جدتي أفضل شيء في حياتي، وأحبّ إليّ من والدي”.
هذه العبارة، التي ربما يمرّ عليها البعض مرور الكرام، كانت كفيلة بأن تكشف جوهر هذا اللاعب الشاب، الذي لم ينسَ أصوله ولا من وقف خلفه في صمتٍ ودعاء. قال في تصريح للإعلام الإسباني:
“لا يمكنني القيام بشيء مميز كهذا دون حضورها. كنت أنتظر قدومها من المغرب فقط لتكون معي اليوم”.
لامال لم يُخفِ أنّ لجدته الفضل الكبير في رحلته الكروية، وأضاف بتأثر:
“هي سعيدة بي، وأنا لا يسعني إلا أن أشكرها على كل ما قدّمته لي وما تزال تفعله. سأبذل جهدي لرد الجميل، رغم أنني أعلم أنني لن أتمكن من تعويضها بالكامل”.
وفي وقتٍ تُنسب فيه الإنجازات غالبًا للمدربين أو الأندية أو حتى الوكلاء، اختار يامين أن ينسب مجده لامرأة بسيطة، آمنت به منذ اللحظة الأولى، وعلّمته أن النجاح لا يُقاس فقط بالأهداف، بل أيضًا بالوفاء والامتنان.
تجديد العقد حتى 2031 ومنح الرقم “10” لم يكن مجرد حدث رياضي، بل لحظة إنسانية كشفت عن معدن لاعب يبدو أن مستقبله سيكون باهرًا، ليس فقط بمهاراته، بل بقيمه أيضًا.
18/07/2025