أثار النائب البرلماني هشام المهاجري، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، موجة من الاستياء العارم في الأوساط الصحية والنقابية، إثر تصريحاته المثيرة للجدل خلال مشاركته في الجامعة الصيفية لحزبه، حيث وجّه انتقادات لاذعة للممرضين العاملين في المناطق القروية، واصفاً أداء بعضهم بالتقاعس، ومتهماً ممرضات بالانشغال بالحناء وممرضين بلعب الورق عوض القيام بواجباتهم المهنية. هذه التصريحات وُصفت من قبل مهنيي الصحة بأنها تبخيس فجّ وتحقير غير مبرر لمجهودات فئة تشكل حجر الزاوية في المنظومة الصحية.
ردود الفعل لم تتأخر، حيث عبّرت الجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل بجهة الدار البيضاء-سطات عن بالغ قلقها ورفضها الشديد لما سمته “إساءة متعمدة” في حق الممرضين، مؤكدة أن ما صدر عن المهاجري يشكل تجاوزاً أخلاقياً خطيراً يسيء إلى كرامة آلاف المهنيين الذين يواصلون الليل بالنهار في ظروف صعبة لتأمين الرعاية الصحية للمواطنين، خصوصاً في القرى والمناطق النائية. واعتبرت النقابة هذه التصريحات فاقدة للمسؤولية الأخلاقية، وطالبت بسحبها فوراً وتقديم اعتذار علني.
وفي السياق ذاته، وصفت النقابة الوطنية للصحة التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل كلام المهاجري بـ”الطائش والأرعن”، محملة إياه مسؤولية المس بكرامة مهنيي الصحة، ورافضة إقحامهم في صراعات سياسوية وانتخابوية ضيقة. أما حمزة ابراهيمي، مسؤول التواصل بالنقابة الوطنية للصحة العمومية، فاعتبر أن تصريحات البرلماني تعكس تملصاً سياسياً من المسؤولية وفشلاً في تشخيص أعطاب المنظومة الصحية، مشيراً إلى أن الممرضين يشتغلون في ظل نقص حاد في الإمكانيات والتجهيزات، وفي ظروف قاسية، دون أن يشفع لهم ذلك أمام سهام الاتهام المجاني.
31/07/2025