kawalisrif@hotmail.com

أحمد الشرع: من زعيم جهادي إلى رئيس سوري على الساحة الدولية

أحمد الشرع: من زعيم جهادي إلى رئيس سوري على الساحة الدولية

يخطو أحمد الشرع، الرئيس السوري الجديد، نحو العالم بمظهر رسمي متقن ومظهر دبلوماسي مصقول، بعد أن خلع زيّه العسكري القديم وغيّر اسمه عن جذور جهادية عميقة. زيارة واشنطن المرتقبة، والتي تأتي بعد يومين من رفع الولايات المتحدة تصنيفه من قوائم الإرهاب، تشكل خطوة تاريخية للرئيس السوري، إذ سيلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في أول زيارة لرئيس سوري منذ 80 عاماً. هذا التحوّل الجذري، الذي بدأ منذ سنوات، يعكس حرص الشرع على إعادة ترسيخ سوريا على المسرح الدولي بعد عقود من العزلة والحرب الأهلية الطويلة.

تاريخ الشرع مليء بالتحولات؛ من قيادة هيئة تحرير الشام، الجماعة التي كانت تابعة للقاعدة، إلى إنشاء جبهة مدنية في إدلب عام 2017 تُدير شؤون المنطقة المدنية، بما في ذلك التعليم والصحة وإعادة الإعمار، مع الحفاظ على إطار ديني للإشراف على عملها. وقد حرص على تعزيز صورته من خلال لقاءات مع النازحين، وحضور الفعاليات الإنسانية، وإظهار قدرة جماعته على الحكم بفعالية، ما ساهم في رفع العقوبات الأمريكية تدريجياً ودعم شرعية قيادته، رغم انتقادات متكررة لتهميش الفصائل الأخرى واحتواء المعارضة الداخلية.

على الرغم من مساعيه الدبلوماسية، يبقى التحدي الأكبر أمام الشرع هو إعادة الاستقرار إلى سوريا، حيث اندلعت مؤخراً أعمال عنف بين مقاتلي قبائل البدو السنية وميليشيات الدرزية، مما يثير تساؤلات حول قدرة الحكومة التي يقودها على تحقيق الاستقرار الداخلي. وبينما يسعى الشرع إلى تقديم إدلب نموذجاً للنجاح في الحكم والخدمات العامة، تظل الصورة الدولية التي يروج لها في مواجهة الواقع المعقد لسوريا اختباراً حقيقياً لمستقبل البلاد وما إذا كانت البلاد قادرة على تجاوز إرث الصراع والعنف الطويل.

10/11/2025

Related Posts