في تطور مثير يكشف عمق التوجس الإسباني من الجار الجنوبي، كشف معهد “إلكانو” الملكي الإسباني في تقرير حديث أن أكثر من نصف الإسبان (55%) يعتبرون المغرب التهديد الخارجي الأول لبلادهم، متقدمًا حتى على روسيا التي لم تتجاوز نسبة اعتبارها خطرًا سوى 33% فقط.
التقرير، الذي أثار صدمة في الأوساط السياسية والإعلامية بإسبانيا، أرجع هذا التحول اللافت إلى تنامي القوة العسكرية المغربية وتوسّع نفوذ الرباط في شمال إفريقيا والساحل، إلى جانب استمرار الملفات الحساسة مثل سبتة ومليلية والخلافات على الحدود البحرية وملف الهجرة غير النظامية.
وأشار المصدر ذاته إلى أن العلاقات التاريخية المتوترة بين البلدين، والتي تعود إلى معركة أنوال وحرب إفني وأزمة جزيرة ليلى، لا تزال تُلقي بظلالها على نظرة الإسبان للمغرب، رغم محاولات التهدئة والتقارب التي عرفتها السنوات الأخيرة.
التقرير لفت أيضًا إلى أن المغرب شرع منذ 2017 في تنفيذ خطة طموحة لتحديث جيشه وتجهيزه بتقنيات عسكرية متطورة، وهو ما يُفسَّر في نظر بعض الأوساط الإسبانية كـ”استعداد استراتيجي” يعيد رسم موازين القوة في المنطقة.
ومع تزايد هذه المخاوف، يبدو أن الحدود الجنوبية لإسبانيا باتت اليوم في قلب نقاش سياسي محتدم، عنوانه العريض: هل يتحول المغرب من شريك استراتيجي إلى منافس يثير القلق؟
10/11/2025











