kawalisrif@hotmail.com

الناظور :    سوق إشوماي يتحول إلى “حارة مومباي” … قانون الغاب يسود و”السلطة” في عطلة مفتوحة !

الناظور :    سوق إشوماي يتحول إلى “حارة مومباي” … قانون الغاب يسود و”السلطة” في عطلة مفتوحة !

في الوقت الذي انعقد فيه لقاء تشاوري بجماعة الناظور خُصص للاستماع إلى نبض المجتمع المحلي، وتفعيل المقاربة التشاركية، وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة والتنمية المجالية، يواصل سوق إشوماي المحاذي للمستشفى الحسني تقديم صورة نقيضة ومخجلة لكل تلك الشعارات الرنانة التي تُرفع في القاعات المكيّفة.

فبينما يتحدث المنتخبون والفاعلون المحليون عن “مدينة الإنصات” و”مقاربة القرب”، يعيش سكان حي المستشفى الحسني واقعًا مناقضًا تمامًا، تغمره الروائح الكريهة، والضجيج، والفوضى. سوق إشوماي لم يعد مجرد تجمع للباعة الجائلين، بل تحوّل إلى فضاء تسوده الفوضى المطلقة، وتُطبق عليه شريعة “من سبق أكل”، في ظل احتلال كامل للملك العام، واختناق الأزقة، وإهانة كرامة السكان تحت وطأة الضجيج والفوضى المستمرة ليلًا ونهارًا.

الساكنة المقهورة التي كانت تأمل أن يثمر اللقاء التشاوري قرارات عملية تُعيد النظام إلى الحي، لم تلمس من “الإنصات” سوى صدى الصمت، ومن “المقاربة التشاركية” سوى بيانات منمقة لا تتجاوز جدران القاعات الرسمية.

الأسوأ أن هذا الوضع الكارثي يحدث على بُعد خطوات من المستشفى الحسني، المؤسسة الصحية التي تستقبل يوميًا عشرات المرضى الباحثين عن الشفاء، بينما الروائح تزحف نحوها في مشهد عبثي يجعل المدينة وكأنها تتداوى برائحة عطبها.

اللقاء التشاوري، الذي أنعقد يومه الثلاثاء، الذي حمل في ظاهره نية صادقة لإعادة بناء الثقة بين المواطن والمؤسسة، يفقد معناه حين يبقى الواقع على حاله، وحين تُختزل التنمية في “الكلام الجميل” دون أي فعل على الأرض. فـ”الإنصات الحقيقي” لا يكون من وراء المكاتب، بل يبدأ من الميدان، من قلب سوق إشوماي نفسه، حيث تختنق الأصوات وتضيع الحقوق وسط أكوام النفايات وصراخ السكان.

أما روزنامة السيد الباشا، فتبدو مزدحمة بكل شيء إلا بهذا الحي المنكوب، في حين مرّ المخطط التنموي لرئيس الجماعة مرور الكرام على حي المستشفى الحسني دون أن يترك أثرًا يُذكر، بينما تتابع عمالة الإقليم المشهد من بعيد وكأن الأمر لا يعنيها في شيء.

ولأن المفارقات في الناظور لا تعرف حدودًا، فإن الساكنة “المحظوظة” بقربها من المستشفى الحسني تعيش اليوم في غرفة إنعاش مفتوحة على الهواء الطلق، تتنفس الفوضى قبل الأوكسجين، وتجاور مستودع الأموات قبل أن تُدرج رسميًا ضمن “المناطق الميتة تنمويًا”.

فهل تستفيق سلطات الناظور من سباتها الطويل، وتتحرر من أسر التدبير العقيم لتترجم فعلًا التوجيهات الملكية إلى واقع ملموس؟

أم أن صلاة الجنازة على ما تبقى من الناظور النظيفة والمنظمة أصبحت مسألة وقت لا أكثر؟

11/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts