حذر أديديجي إيبو، نائب الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، من الانتشار غير المسبوق للأسلحة النارية على الصعيد العالمي، مشيراً إلى أن أكثر من مليار قطعة سلاح متداولة حالياً، ما يشكل تهديداً مباشراً للأمن والسلم الدوليين. وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، أوضح أن هذا الانتشار يشكل في آن واحد “عرضاً ودافعاً” للأزمات المتعددة التي يشهدها العالم، داعياً إلى استجابة جماعية ومنسقة لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية.
وكشف إيبو أن الاتجار غير المشروع بالأسلحة الصغيرة والخفيفة وإساءة استخدامها يغذي النزاعات المسلحة والإرهاب والجريمة المنظمة، لافتاً إلى تصاعد الخطر المرتبط بتصنيع الأسلحة يدوياً وبشكل غير قانوني، بما في ذلك الأسلحة المنتجة عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي باتت تغزو الأسواق السوداء في مناطق مختلفة من العالم، مما يزيد من صعوبة تتبعها وضبطها. كما أشار إلى أن هذه الأسلحة كانت مسؤولة عن نسب مرتفعة من الخسائر البشرية، إذ تصل إلى 30 في المائة من ضحايا النزاعات في بعض المناطق، فضلاً عن استخدامها في 88 في المائة من حالات العنف الجنسي الموثقة في سياقات الصراع.
ورغم الصورة القاتمة التي رسمها، نوّه المسؤول الأممي ببعض التقدم المحقق في إطار الجهود الدولية، لاسيما اعتماد “الإطار العالمي لإدارة الذخائر التقليدية” سنة 2023، الذي وصفه بأنه خطوة نوعية لسد الثغرات في مراقبة الذخائر ومنع تحويلها إلى قنوات غير مشروعة. كما أشاد بنتائج مؤتمر المراجعة الرابع لبرنامج العمل حول الأسلحة الصغيرة لعام 2024، الذي جدّد التزام الدول بمكافحة هذه الظاهرة. وختم إيبو بدعوة مجلس الأمن إلى إدماج قضايا الأسلحة والذخائر في جميع برامجه، واعتماد مقاربة شاملة تراعي النوع الاجتماعي وتمنح الشباب دوراً محورياً، محذراً من أن استمرار التصنيع غير المشروع للأسلحة سيقود إلى مزيد من انعدام الأمن العالمي.
12/11/2025











