قدّمت لبنى طريشة، المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، عرضا شاملا حول مستجدات منظومة التكوين بالأقاليم الجنوبية، خلال ندوة احتضنتها مدينة المهن والكفاءات بالعيون، استعرضت فيه حصيلة المشاريع المنجزة خلال السنوات العشر الأخيرة في إطار النموذج التنموي الجديد الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2015. وأكدت طريشة أن التكوين المهني يشكل إحدى الدعائم الأساسية لهذا النموذج، لكونه رافعة لتثمين الرأسمال البشري وتعزيز فرص التشغيل، مشيرة إلى أن الرؤية الملكية مكنت من إحداث مؤسسات مهيكلة حديثة، أبرزها المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بالعيون بطاقة 1200 مقعد، والمعهد المتخصص لمهن الطاقات المتجددة بطرفاية بسعة 530 مقعدا، والمعهد الفندقي والسياحي بالداخلة بطاقة 507 مقاعد.
وأوضحت طريشة، في عرضها الوطني، أن المكتب عمل على تأهيل وتوسيع عدة مؤسسات تكوينية في بوجدور وطانطان وكلميم، باستثمارات إجمالية بلغت 140 مليون درهم، مبرزة أن مدن المهن والكفاءات تمثل جيلا جديدا من فضاءات التميز والابتكار. وأضافت أن مدينة العيون للمهن والكفاءات، التي افتتحت سنة 2022، توفر 2000 مقعد عبر 46 شعبة وسبعة أقطاب مهنية، فيما تستقبل مدينة الداخلة 1400 متدرب في 33 تخصصا، وستفتح مدينة كلميم-واد نون أبوابها مطلع سنة 2026 بطاقة أولية تبلغ 660 مقعدا، بإجمالي استثمارات يناهز 784 مليون درهم. كما أشارت إلى أن شبكة المكتب بالأقاليم الجنوبية تضم حاليا 16 مؤسسة، تستقبل أكثر من 22 ألف متدرب عبر 132 شعبة تكوينية تستجيب لحاجيات سوق الشغل المحلي والوطني.
وفي تصريح لـكواليس الريف، ثمّنت المديرة العامة مضامين الخطاب الملكي بمناسبة عيد الوحدة الوطنية، مؤكدة أن القرار الأممي الأخير يجسد نجاح المقاربة المغربية المبنية على الواقعية والتوافق، ويعزز مسؤولية المؤسسات الوطنية في مواكبة الدينامية التنموية بالأقاليم الجنوبية. وأضافت أن مكتب التكوين المهني يلعب دورا محوريا في هذا المسار عبر تأهيل الشباب وتطوير الكفاءات المهنية بما يتماشى مع الأوراش الاستثمارية الكبرى. وختمت طريشة بالتأكيد على أن المكتب سيواصل دعم النموذج التنموي الجنوبي بروح من الالتزام والمسؤولية، عبر توسيع عرض التكوين وضمان استدامة التنمية وترسيخ مكانة الأقاليم الجنوبية كنموذج رائد للتنمية المتوازنة والتلاحم الوطني.
12/11/2025
