في عملية أمنية دقيقة نفذها المركز الترابي للدرك الجهوي بالناظور، تم مساء اليوم الأربعاء ، اقتحام منزلٍ في دوار حجيوة بفرخانة، جماعة بني أنصار .
العملية، التي جاءت بتعليمات من النيابة العامة بالناظور ، كشفت فصلاً جديداً من قصة البارون “أمجاهد” ، الاسم الذي صار يثير الرعب في أوساط تجار السموم البيضاء بالمنطقة.
داخل المنزل، تمكنت عناصر الدرك التابع للمركز الترابي بالناظور، من حجز سيارة من نوع “مرسيدس 280” بنزين، تحمل ترقيمًا أجنبيًا يُشتبه ان تكون مزورة يطلق عليها محليا “ريفولي”، تعود ملكيتها إلى البارون الفار “أمجاهد”، الذي تتهمه الأجهزة الأمنية بكونه أحد أبرز موزّعي الكوكايين في المنطقة .
مصادر مقربة من التحقيق أكدت أن السيارة ستُعرض على الخبرة التقنية لكشف خيوط التزوير المحتملة وتحديد مسارها الحقيقي.
التحرك الميداني الجديد لم يأتِ من فراغ. فبحسب المعطيات الأولية، جاء الاقتحام في إطار تسديد الخناق على الشبكة التي تم تفكيك جزءٍ منها مؤخرًا عقب عملية مقهى “البالكون” بفرخانة ، الأسبوع المنصرم ، حين تم توقيف أحد أتباع “أمجاهد” قرب أحد المقاهي المعروفة بجماعة بني انصار .
الموقوف، الذي أُخضع لاستنطاق معمّق، دلّ المحققين على هوية “أمجاهد” ومواقع تحركاته، ما سمح بتوسيع دائرة المداهمات لتطال معاقله المفترضة بفرخانة.
البارون الفار، الذي صدرت في حقه عدة مذكرات بحث وطنية، بات اليوم في قلب مطاردةٍ مفتوحة ، في محاولةٍ لقطع آخر شرايين شبكته الممتدة عبر الناظور وبني انصار وبلدات الريف الشرقي.
مصادر ميدانية رجّحت أن الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت مدوية، بعد أن تم حجز معطيات حساسة من داخل المنزل المقتحم، يُعتقد أنها ستقود إلى كشف باقي المتورطين في شبكة “السموم البيضاء” التي عاثت فساداً في المنطقة.
بهذا الاقتحام الجديد، يؤكد درك الناظور أن الحرب ضد ترويج الكوكايين ليست حملة عابرة، بل معركة مستمرة ضد بارونات يتقنون التخفي وتغيير الوجوه والعناوين.
لكن يبدو أن “أمجاهد” الذي طال فراره، بدأ يخسر آخر خطوط دفاعه، بعدما تحوّلت دائرة التحقيق من مطاردة أفراد إلى تفكيك شبكة بأكملها كانت تتغذى على الخوف والصمت.
12/11/2025
