kawalisrif@hotmail.com

المتوسط … مقبرة الحلم الأوروبي !   أكثر من ألف مهاجر ابتلعهم البحر في عام 2025 والمنظمة الدولية للهجرة تحذر من “صمت قاتل”

المتوسط … مقبرة الحلم الأوروبي ! أكثر من ألف مهاجر ابتلعهم البحر في عام 2025 والمنظمة الدولية للهجرة تحذر من “صمت قاتل”

لم يعد البحر الأبيض المتوسط مجرّد طريق للهجرة، بل تحوّل في السنوات الأخيرة إلى مقبرة جماعية للأمل الإنساني، تبتلع كل يوم أحلام رجال ونساء وأطفال يبحثون عن ضوء ضائع في الضفة الأخرى. آخر الفصول المأساوية كُتبت هذا الأسبوع قبالة السواحل الليبية، حين غرق قارب جديد كان يقلّ عشرات المهاجرين، ليرتفع عدد الضحايا منذ بداية السنة إلى أكثر من ألف مهاجر، بحسب ما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة (OIM).

القارب المنكوب انطلق في الثالث من نونبر من مدينة زوارة الليبية، محمّلاً بـ49 مهاجراً من جنسيات إفريقية مختلفة، قبل أن يتعرض لعطل ميكانيكي وسط أمواج هائجة، ليغرق بعد ست ساعات فقط من مغادرة الشاطئ.

وبعد خمسة أيام من البحث، تمكنت السلطات الليبية من إنقاذ سبعة أشخاص فقط، أربعة من السودان، اثنان من نيجيريا وواحد من الكاميرون، بينما اختفى 42 آخرون في عمق البحر، ليضافوا إلى قائمة ضحايا الطريق الأخطر في العالم.

الناجون رووا تفاصيل مؤلمة عن رحلة الموت، مؤكدين أن القارب بدأ يتسرب منه الماء منذ الساعة الأولى، وأن المهربين تجاهلوا استغاثاتهم. أحدهم قال: “لم يكن البحر هو الوحش الحقيقي، بل من تركونا نواجهه وحدنا”.

المنظمة الدولية للهجرة أكدت في بيانها أن فرقها الميدانية قدمت الرعاية النفسية والغذائية للناجين فور وصولهم إلى اليابسة، مشيرة إلى أن هذه الكارثة تأتي بعد أسابيع فقط من غرق قوارب أخرى قبالة سواحل سرمان ولامبيدوزا، ما يرفع عدد القتلى في المتوسط منذ مطلع السنة إلى أكثر من ألف ومئة مهاجر.

المنظمة دقّت ناقوس الخطر من جديد، مطالبة المجتمع الدولي بـفتح ممرات آمنة وإنسانية أمام المهاجرين، وتعزيز عمليات البحث والإنقاذ في البحر، محذّرة من أن “كل يوم من التردد يعني مزيداً من الجثث في قاع المتوسط”.

وفي المقابل، تتعرض دول الاتحاد الأوروبي لانتقادات متزايدة بسبب تراجعها عن التزاماتها الإنسانية، وتركها مسؤولية الإنقاذ للمنظمات غير الحكومية التي تعمل وسط تضييق قانوني متنامٍ. منظمات حقوقية وصفت الموقف الأوروبي بـ“اللامبالي والمخزي”، فيما شبّهت بعض الأصوات ما يحدث بـ“صناعة موت ممنهجة”.

 

13/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts