kawalisrif@hotmail.com

إسبانيا :     في مشهد صادم … مهربون يركنون “زورقًا نفاثًا” للمخدرات وسط كورنيش قادس وأمام الملأ

إسبانيا : في مشهد صادم … مهربون يركنون “زورقًا نفاثًا” للمخدرات وسط كورنيش قادس وأمام الملأ

في واقعة غير مسبوقة تعكس جرأة شبكات التهريب على ضفّة الجنوب الإسباني، فوجئ رواد كورنيش مدينة قادس صباح الجمعة بوجود “زورق نفاث” مخصص لتهريب المخدرات عالق على رمال شاطئ فيكتوريا، بعدما جرفته العاصفة “كلوديا” إلى قلب المنطقة السياحية.

الجمعية الموحَّدة للحرس المدني الإسباني (AUGC) ندّدت بما وصفته بـ”الصورة المُهينة للدولة”، معتبرة أن ما حدث ليس مجرد حادث عرضي فرضته الظروف الجوية، بل دليل صارخ على حالة الإفلات من العقاب التي باتت تتمتع بها الشبكات الإجرامية في منطقة الخليج والبوغاز.

وقالت الجمعية في بيان شديد اللهجة: “العاصفة كلوديا لم تجلب الأمطار فقط.. لقد جلبت معها صورة تُعرّي العجز الرسمي. ما حدث نتيجة مباشرة لشلل الحكومة ووضع الحرس المدني في موقف العزل والضعف.”

وهاجم مسؤولو الجمعية ما وصفوه بـ”الجبن السياسي” الذي سمح للمنظمات الإجرامية بالتحرك بـ”حرية كاملة”، سواء في خليج قادس أو داخل موانئ سانكتي بيتري ونهر غواديليتي، التي تحوّلت —حسب قولهم— إلى “ملاجئ خاصة لتجار المخدرات”.

وشددت الجمعية على أن تعطيل إصلاح القانون الجنائي الذي صادق عليه مجلس الشيوخ —والذي يهدف إلى تجريم وتشديد العقوبات على الدعم اللوجستي لشبكات التهريب— يُعد “ضوءًا أخضر للعصابات” و”حكمًا خطِرًا على حياة عناصر الحرس المدني”.

وأضافت: “كل زورق يصل إلى الشاطئ هو تذكير بمأساة بارباتي. هل تنتظر الحكومة سقوط ضحايا جدد؟”

وأكدت AUGC أن الوضع يستدعي تصنيف مقاطعة قادس كـ منطقة ذات خصوصية خاصة (ZES)، وهو ما سيتيح تعزيز الموارد البشرية والتقنية الموجهة للحرس المدني، إلى جانب تحفيز العناصر التي تعمل في واحدة من أكثر المناطق خطورة في إسبانيا.

وأعادت الجمعية التذكير بحوادث دامية سابقة، من بينها مقتل عنصرين من الحرس المدني في فبراير 2024، معتبرة أن ما يجري “يمسّ مبدأ السلطة ويعرّي هشاشة الوضع الأمني”.

كما توقفت عند تصويت وفد الحزب الاشتراكي الإسباني (PSOE) ضد تقرير صادق عليه البرلمان الأوروبي، يدعو إلى اعتبار مهام الحرس المدني والشرطة مهنًا عالية المخاطر على المستوى الأوروبي، وإدراج الاعتداءات على عناصر الأمن ضمن قائمة “الجرائم الأوروبية”.

واعتبرت الجمعية هذا الموقف “غير مفهوم ولا مبرّر”، لأن الهدف من المقترح ( وفق قولها ) هو حماية العناصر التي “تخاطر بأرواحها يوميًا لحماية المواطنين”.

وأضافت: “الأمر لا يتعلق بجدل أيديولوجي.. بل بالعدالة وبكرامة من يؤدّون الواجب.”

وختمت الجمعية بتحذير من أن الاعتداءات على عناصر الأمن في ازدياد مستمر، بينما “تتأخر الدولة في توفير الدعم النفسي والمهني والوقائي الضروري”.

14/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts