kawalisrif@hotmail.com

فوز منتدى أصيلة وتتويج جديد للدبلوماسية الثقافية المغربية

فوز منتدى أصيلة وتتويج جديد للدبلوماسية الثقافية المغربية

أعلن مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم عن الفائزين بالدورة الثانية عشرة لجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، وهي من أبرز الجوائز العربية التي تكرّم الإبداع في مجالات الفكر والفنون والأدب. وقد حملت هذه الدورة طابعاً عربياً خالصاً، بمشاركة 466 مترشحاً من مختلف البلدان العربية، في تأكيد على الدور المتنامي للثقافة كجسر للتواصل والوحدة.

خطف منتدى أصيلة من المغرب إحدى أهم جوائز الدورة، بفوزه في فرع المؤسسات الثقافية الخاصة عن مجال الثقافة. ويأتي هذا التتويج ليعزز موقع المغرب كفاعل رئيسي في الحراك الثقافي العربي، إذ يمثل المنتدى منذ تأسيسه نموذجاً مغربياً فريداً في إدارة الثقافة، حيث جمعت مدينة أصيلة لعقود بين جمال المكان وعمق الفعل الثقافي، مستقطبةً مفكرين وفنانين وأدباء من العالم، وجاعلةً من الإبداع وسيلة للحوار والتسامح.

ولا يمكن فصل هذا الفوز عن المسار الطويل الذي رسخ من خلاله المغرب ما يسمى اليوم بـ الدبلوماسية الثقافية المغربية—وهي دبلوماسية ناعمة استطاعت عبر مبادرات متواصلة أن تُسمِع صوت المغرب الثقافي عربياً وعالمياً، وتبرز خصوصيته القائمة على التعدد والانفتاح.

إلى جانب التتويج المغربي، نال الفنان المصري عصام محمد سيد درويش جائزة الفنون عن مجال النحت، تقديراً لإسهاماته الفنية التي تمزج بين العمق الجمالي والرؤية المعاصرة. كما فازت الكاتبة اللبنانية يمنى العيد بجائزة الآداب عن مجال السيرة الذاتية، وهي إحدى أبرز الأصوات النقدية العربية المعاصرة.

يؤكد الإعلان عن الفائزين هذا العام على الدور المتنامي الذي تلعبه سلطنة عُمان في رعاية الفعل الثقافي العربي، من خلال جوائز وعلاقات وشراكات تُرسّخ صورة السلطنة كحاضنة للإبداع ومعزّزة لمكانتها في المشهد الثقافي الدولي.

تتجاوز أهمية تتويج منتدى أصيلة مجرد فوز بجائزة، فهو اعتراف عربي بنموذج ثقافي مغربي استطاع أن يحوّل مدينة صغيرة إلى منارة فكرية عالمية، وأن يثبت أن الثقافة—حين تُدار برؤية—يمكن أن تصنع مجد المدن والشعوب. كما يعكس هذا الفوز دينامية الثقافة المغربية، وتشبثها بأدوارها في زمن تحتاج فيه المنطقة العربية أكثر من أي وقت مضى إلى الثقافة باعتبارها قوة بناء وتنوير.

14/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts