أعلنت الشرطة الإسبانية تفكيك شبكة دولية متخصصة في تهريب القاصرين من جزر الكناري إلى فرنسا، وذلك في إطار عملية أمنية أُطلق عليها اسم “تريتون”. وأسفرت العملية عن توقيف 11 شخصاً موزعين بين لانزاروتي ومدريد ولاس پالماس.
وبحسب المعطيات الأمنية الرسمية، ركّزت العملية على البنية التنظيمية للنشاط داخل الأراضي الإسبانية، فيما يتواصل التحقيق بتنسيق بين إسبانيا والمغرب وفرنسا لتحديد الامتدادات المحتملة للشبكة في أوروبا وإفريقيا. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الوثائق المزورة التي استُعملت في تهريب القاصرين مصدرها ساحل العاج.
وجاء الكشف عن نشاط الشبكة بعد توقيف ثلاثة قاصرين في ماي 2025 بمطار لانزاروتي، تبيّن أنهم تحت وصاية الدولة الإسبانية ولا يتوفرون على وثائق سفر. كما حاول مرافق بالغ تهريبهم باستخدام وثائق مزورة، فيما كانت فتاتان بالغتان تقدمان نفسيهما على أنهما قاصرتان لتسهيل عملية العبور.
وأظهرت التحقيقات أن الشبكة تعتمد آلية عمل تتوزع بين تزوير الوثائق في ساحل العاج، وضمان انتقال المستفيدين داخل التراب الإسباني، وصولاً إلى تنظيم عملية العبور نحو فرنسا.
ورغم تداول تقارير إعلامية تربط نشاط الشبكة بالمغرب، أكدت مصادر أمنية إسبانية أن التحريات الحالية لا تشير إلى وجود صلة مباشرة، وأن التعاون الأمني بين البلدين يظل عنصراً أساسياً في تتبع شبكات الاتجار بالبشر والهجرة غير النظامية في المنطقة.
وفي سياق متصل، صرّح مسؤول محلي في جزر الكناري بوجود ما يقارب 300 حالة قاصر مفقود من مراكز الرعاية، دون تحديد جنسياتهم، وهو ما أثار نقاشاً داخلياً حول أنظمة الحماية الموجهة للقاصرين غير المصحوبين.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن جزر الكناري تظل إحدى النقاط الرئيسية لوصول المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا، إذ استقبلت العام الماضي أكثر من 47 ألف مهاجر، معظمهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء، بينما شهدت هذه الأعداد تراجعاً خلال السنة الجارية في ظل التنسيق الأمني المتقدم بين المغرب وإسبانيا.
15/11/2025
