kawalisrif@hotmail.com

من الدريوش إلى هولندا … تكريم محمد ديبـة ابن عين زورة الذي حمل هموم الجالية على كتفيه

من الدريوش إلى هولندا … تكريم محمد ديبـة ابن عين زورة الذي حمل هموم الجالية على كتفيه

يبرز اسم محمد ديبة، رئيس الفيدرالية الجالية المغربية المقيمين بهولندا، كواحد من أبناء الريف الذين رسموا لأنفسهم مسارًا متفردًا في العمل المدني والدبلوماسية الموازية. فهو ابن قبيلة عين زورة، بإقليم الدرويش، والمتحدرة من القبيلة الأم ( آيث بويحيي ) التي أنجبت رجالًا عُرفوا بالصلابة والتشبث بالأرض وبالقيم النبيلة، من كرامة ونكران الذات وروح المسؤولية… وهي قيم حملها ديبة معه أينما حلّ، وظل يجسدها في كل مبادرة أو موقف داخل الوطن وخارجه.

لقد نقل معه إلى هولندا حمولة تاريخية وثقافية تعكس عمق الهوية الريفية وارتباطها الدائم بقضايا الإنسان البسيط واحتياجاته. ومع مرور الزمن، تحوّلت هذه الحمولة إلى رؤية عمل واضحة ومسؤولية ميدانية مستمرة؛ رؤية تُخاطب المغتربين بصدق، وتلامس تطلعاتهم وانشغالاتهم، ومسؤولية تُترجم إلى مبادرات لخدمتهم والدفاع عن حقوقهم داخل المجتمع الهولندي.

ولعل هذا العطاء المتواصل هو ما دفع الكاتب العام لقطاع المغاربة المقيمين بالخارج، إسماعيل المغاري، إلى تكريم محمد ديبة تقديرًا لروح التضحية والجدية التي بصم بها مساره، ولجهوده الدؤوبة في خدمة الجالية والدفاع عن صورة المغرب في الخارج.

وقد جاء هذا التكريم خلال احتفال وطني مميز احتضنته القنصلية المغربية بأوترخت بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، حيث تجدد الحضور المغربي بأبعاده الرمزية والوطنية، ليؤكد مرة أخرى أن ارتباط مغاربة العالم بوطنهم لا يُقاس بالمسافات، بل بالولاء والصدق وتراكم الفعل النبيل.

شكل هذا الاحتفال مناسبة لإبراز الدور الريادي الذي يضطلع به ديبة في ربط الجالية بوطنها الأم، من خلال تنظيم الأنشطة الوطنية، ودعم المبادرات الثقافية، وتأطير الشباب المغربي بهولندا للحفاظ على هويتهم وتعزيز إحساسهم بالانتماء. فهو ابن الريف الذي حمل صدى عين زورة معه إلى أرض المهجر، وجعل من كل خطوة يخطوها في خدمة المغتربين خطوة مباشرة في خدمة المغرب.

وفي زمن تتكاثر فيه الوجوه وتتشابك فيه الخطابات، يظل محمد ديبة نموذجًا مغربيًا متوازنًا، يجمع بين متانة الجذور الريفية واتساع الأفق الأوروبي، وبين العمل المدني الفاعل والوفاء الدائم للوطن.

وفي المحصلة، يظل محمد ديبة مثالًا حيًّا للمغربي الذي لم تغلبه المسافات، ولم تُنهكه تحديات الغربة. بفضل أصالته ونكرانه للذات ووعيه الوطني، نجح في أن يصير واحدًا من أبرز الوجوه التي تشرّف المغرب خارج حدوده. واليوم، بين تكريم رسمي وحضور ميداني متواصل، يثبت ابن عين زورة أن خدمة الجالية ليست شعارًا، بل التزام يومي ومسار طويل من العطاء. إنها النماذج التي تُعيد الثقة، وتُجدد الاعتزاز، وتكتب بصمت صفحة مضيئة في سجل مغاربة العالم… صفحة عنوانها: الوفاء للوطن فوق كل اعتبار.

16/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts