تفجّر في إيطاليا خلال الأسبوع الجاري ملف صادم أعاد إلى الواجهة واحدة من أبشع لحظات حرب البوسنة، بعد أن فتحت النيابة العامة في ميلانو تحقيقًا رسميًا حول معطيات تفيد بأن رجالًا أثرياء من شمال البلاد كانوا يسافرون في التسعينيات إلى سراييفو للمشاركة في ما سُمّي بـ“سياحة القنص”، وهي في حقيقتها عمليات إطلاق نار على المدنيين أثناء الحصار مقابل مبالغ مالية ضخمة.
القضية خرجت إلى العلن عقب شكاية تقدم بها الكاتب والصحافي الإيطالي إيزيو غافازيني، استنادًا إلى وثائق وشهادات وردت في الفيلم الوثائقي السلوفيني “Sarajevo Safari”، حيث يقرّ فيه عسكري صربي سابق بوجود “ضيوف أجانب” كانوا يسمح لهم بالصعود إلى مواقع تمركز القناصة الصرب لإطلاق الرصاص على السكان بهدف “عَيْش تجربة الحرب”. التحقيق، الذي تشرف عليه النيابة، يشمل تهمًا ثقيلة من بينها القتل العمد بظروف مشدّدة، خاصة بعدما دعمت رئيسة بلدية سراييفو السابقة، بنيامينا كاريتش، الملف بشهادات ووثائق جديدة.
وتشير تقارير إعلامية دولية إلى أن بعض المشاركين في هذه الرحلات كانوا يدفعون ما يصل إلى مائة ألف يورو في اليوم، بينما تكفّل وسطاء بتنظيم هذه “الجولات القاتلة” لصالح زبائن ميسورين، خصوصًا من مدن مثل ترييستي. وكان هؤلاء يُنقلون إلى مواقع مرتفعة لاختيار “أهدافهم” من بين المدنيين دون أي دافع سياسي، بل فقط بدافع المتعة المَرَضية. وتؤكد مصادر صحفية أن الأطفال كانوا من بين أكثر الفئات استهدافًا، ما أثار غضب المنظمات الحقوقية في البوسنة التي طالبت بإعادة فتح ملفات قديمة لجرائم الحرب. كما قدّم ناجون من حصار سراييفو شهادات جديدة، قالوا فيها إنهم كانوا يشعرون بأن بعض الطلقات لم تكن صادرة عن قناصة محترفين، وهو ما تعززه اليوم التحقيقات الجارية.
17/11/2025
