في مذكراته الجديدة المعنونة بـ “المصالحة”، التي أملاها على الكاتبة لورانس ديبراي ونُشرت حديثاً في فرنسا، يخصص الملك الإسباني السابق خوان كارلوس الأول فصلاً انتقادياً لاذعاً للحكومة الحالية، وبشكل خاص لرئيسها بيدرو سانشيز ، بسبب استخدامه لإقامة لا ماريتا في لانزاروتي.
ويرى الملك السابق أن المفارقة التاريخية تكمن في أن أشد المنتقدين للمؤسسة الملكية هم اليوم أول من يستفيد من هذه الإقامة الفاخرة. ويقول في هذا السياق:
“اليوم يقضي رؤساء الحكومات عطلاتهم هناك، ومن بينهم من لم يتوقف عن انتقاد الملكية وإضعافها. يا لها من سخرية التاريخ!”
ويستعيد خوان كارلوس تفاصيل حصوله على هذه الإقامة، موضحاً أن الملك حسين ملك الأردن أمر ببنائها في سبعينيات القرن الماضي وزيّنها الفنان الإسباني سيزار مانريكي، لكنه لم يستخدمها قط. وفي عام 1989 أهداها لخوان كارلوس، غير أن الملك الإسباني يؤكد أنه لم يكن قادراً على تحمل تكاليفها الباهظة :
“الضرائب التي كان يجب علي دفعها كانت مرتفعة جداً، ولم يكن لدي ما يكفي من المال لتغطيتها”.
ولهذا السبب، يضيف، تم إلحاق الإقامة بـ إدارة التراث الوطني الإسباني.
ويشير الملك السابق إلى أن تلك الهدية لم تثر حينها أي موجة استنكار أو جدل عمومي، وأن معايير النقد تجاه الملكية تغيرت جذرياً:
“في تلك الفترة لم يُعتبر الأمر فضيحة، ولم يلومني أحد على قبول تلك الهدية. وقد اختبرت بنفسي تغير النظرة العامة اليوم”.
ويؤكد خوان كارلوس أن رؤساء الحكومة هم من يستفيدون اليوم من الإقامة الرسمية، موجهاً انتقاداً مبطناً لسانتشيث دون أن يسميه صراحة.
وتعيد وسائل إعلام إسبانية التذكير بأن بيدرو سانتشيث قضى عطلة شهر غشت الماضي في “لا ماريتا” رفقة زوجته وابنتيه ووالديه وحتى صهره وزوجته، بتكاليف بلغت 26.522,17 أورو من المال العام، في وقت كان يواجه فيه انتقادات واسعة بسبب غيابه خلال أزمة الحرائق.
وخلال تلك الفترة، فضّل سانشيز الانعزال داخل الإقامة بعيداً عن الظهور العلني، خلافاً لسنوات سابقة كان يظهر فيها في الأسواق والمطاعم الشعبية، وذلك في ظل القضايا القضائية والإعلامية التي تلاحق محيطه العائلي والسياسي.
كما تمكّن صحافيون من التقاط أولى الصور لرئيس الحكومة الإسبانية داخل الإقامة الفاخرة في الوقت الذي كانت فيه الانتقادات تتصاعد بسبب ابتعاده عن إدارة الأزمة.
18/11/2025
