kawalisrif@hotmail.com

فاجعة في عرض البحر قبالة إسبانيا … زورق لتهريب المخدرات يبتلع ثلاثة شبّان بينهم مغربيان

فاجعة في عرض البحر قبالة إسبانيا … زورق لتهريب المخدرات يبتلع ثلاثة شبّان بينهم مغربيان

في حادث مأساوي آخر على سواحل قادش، أُدرج اسم ثلاثة أشخاص في قائمة ضحايا حرب المخدرات البحرية؛ شاب من حي الصلاليلو في الجزيرة الخضراء ومغربيان، بعد سقوطهم ليلة الخميس من زورق تهريب المخدرات الذي عُثر عليه متعطلاً على شاطئ لا فيكتوريا صباح الجمعة.

التهريب عبر البحر ليس مجرد تجارة، بل صراع يضع حياة الناس على المحك. حياة رجال الأمن الذين يحاربون العصابات، وحياة المبحرين الذين يغامرون بقوانين البحر مقابل آلاف اليوروهات. قائمة الضحايا تتسع باستمرار، وآخر ضحاياها هم هؤلاء الثلاثة الذين لم تصمد أمام غضب البحر وعواصفه العاتية.

شوهد أقارب الضحايا يوم السبت على الشاطئ، وهم يتجولون وسط العاصفة، يائسين من العثور على أحبائهم في بحر لا يعرف الرحمة. وأثار تفسير الطيار الغاضب للواقعة حفيظة العائلات، إذ قال إن العاصفة المفاجئة أسقطتهم في الماء، ولم يتمكن من العودة لإنقاذهم بسبب الظلام وارتفاع الأمواج.

الزوارق التي تستخدم في تهريب المخدرات ليست هينة؛ مقاعدها ضيقة جدًا، والمبحرون يجلسون متشبثين بمساند أمامهم، وفي ظل عاصفة ليلية عنيفة، يصعب تخيل سقوط ثلاثة أشخاص في وقت واحد.

بعد ثلاثة أيام من البحث دون جدوى، أعلنت فرق الإنقاذ البحري إيقاف عمليات البحث عن الثلاثة، مع إطلاق تحذيرات للراغبين في الإبلاغ إذا لاحظوا أي أثر لهم في البحر، مع إمكانية إعادة البحث فور ورود أي معلومات جديدة.

بدأت عملية البحث منذ مساء الخميس، بعد تلقي إشعار بسقوط ثلاثة أشخاص من زورق نفخ على بعد 2.3 ميل بحري من قلعة سان سبستيان في قادش، حيث قامت سفينة الإنقاذ سهيل بدوريات مكثفة دون نتائج إيجابية، بينما ظهر الزورق صباح الجمعة على شاطئ فيكتوريا.

شهدت سواحل قادش خلال تلك الأيام أمواجًا تتجاوز أربعة أمتار ورياحًا تصل إلى 45 عقدة، مع أمطار غزيرة، ما جعل مهمة فرق الإنقاذ صعبة للغاية، حسب ما أوضح الإنقاذ البحري، مشددًا على خطورة هذه الظروف والتزامه بحماية حياة أي شخص في خطر.

منذ حظر الحكومة الإسبانية في أكتوبر 2018 لزوارق تهريب المخدرات، أصبح المبحرون يقتربون من الساحل فقط لتفريغ الشحنات أو النجاة من العواصف، ما أدى إلى ظهور نشاط جديد يعرف بـ”البِتاكيو”. هذه الزوارق الضخمة، مزودة بمحركات قوية، تجعل من كل رحلة مغامرة محفوفة بالمخاطر، ويُضحي البعض بحياتهم مقابل آلاف اليوروهات، كما تظهر الحوادث المروعة التي شهدها البحر الغاديتاني.

18/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts