في واقعة تهزّ الأوساط المحلية والسياسية في إسبانيا، أعلنت الحرس المدني عن تفكيك مزرعة سرّية للقنّب الهندي داخل منزل رئيس بلدية فيّار ديل أومو (Villar del Humo) بإقليم كوينكا، خلال عملية أمنية مباغتة نُفذت فجر الثلاثاء وسط دهشة سكان القرية الهادئة الواقعة في منطقة سيرّانيا باخا.
ووفقاً لمصادر وكالة EFE، فقد نفّذت وحدات من الحرس المدني وفرقة حماية البيئة “سيبرونا” عملية مداهمة دقيقة عند حدود التاسعة صباحاً، ليُعثر داخل المنزل على أكياس محكمة الإغلاق تنبعث منها رائحة قوية، تُعرف بكونها مادة القنّب الهندي. الاكتشاف أكد وجود نشاط زراعي غير قانوني داخل مقر سكن المسؤول الجماعي.
سكان البلدة، التي لا يتجاوز عدد سكانها 180 نسمة، عبّروا عن صدمة غير مسبوقة، مؤكدين أنّه “لم يخطر ببال أحد أن يكون رئيس البلدية وراء نشاط مخالف للقانون”، خاصة أن المنطقة تُعرف بهدوئها وبعدها عن أي مظاهر إجرامية.
التحقيقات ما تزال مفتوحة، فيما أشارت قيادة الحرس المدني في كوينكا إلى أنّ العملية جزء من تحرّيات واسعة، وأن المرحلة المقبلة ستشمل تتبع الشبكات المحتملة المرتبطة بهذا النشاط غير المشروع.
رئيس البلدية، سيسار سايث، الذي فاز في انتخابات 2023 باسم الحزب الشعبي الإسباني (PP)، وجد نفسه في قلب العاصفة السياسية والقضائية. مصادر من الحزب أكدت لـ EFE أنّ المعني ليس عضواً رسمياً في التنظيم رغم ترشحه تحت لوائه، وأن الحزب – “مع احترام قرينة البراءة” – سيطلب منه تقديم استقالته وتخليه عن مهامه داخل المجلس الجماعي إلى حين اتضاح الحقيقة.
الحادث فجّر موجة غضب وانتقادات في الرأي العام المحلي، خصوصاً أنه يضاف إلى سلسلة من الفضائح التي تورّط فيها منتخبون محليون بإسبانيا خلال السنوات الأخيرة، ما أعاد النقاش حول ضعف الرقابة على المسؤولين الترابيين وضرورة تعزيز آليات الشفافية.
وإذا كانت هذه القضية تخصّ بلدية صغيرة في كوينكا، فإنّ أصداءها تلامس الواقع المغربي أيضاً، حيث تتكرر التساؤلات حول نماذج لمنتخبين محليين يظهرون في الواجهة كخُدّام للصالح العام، بينما تنكشف في الخلفية ارتباطاتهم المظلمة بأنشطة مشبوهة، ومستودعات للممنوعات، وطلبيات قيد الشحن، أو عائدات شبكات نجحت شحناتها في العبور قبل تحويلها إلى عملة صعبة أو استثمارها في مركبات فاخرة تعبر الحدود دون مساءلة.
19/11/2025
