في تطوّر غير مسبوق داخل القضاء الأرجنتيني، قررت لجنة قضائية خاصة عزل القاضية جوليتا ماكينتاتش بشكل نهائي ومنعها من ممارسة مهامها مدى الحياة، بعد تورطها في فضيحة أثارت صدمة واسعة داخل البلاد وخارجها، بالنظر لحساسية القضية المرتبطة بوفاة أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا سنة 2020. ويأتي هذا القرار الحاسم بعدما تبيّن أن القاضية شاركت في تصوير فيلم وثائقي حول القضية في خضمّ المحاكمة نفسها، وهو ما اعتُبر خرقًا خطيرًا لأخلاقيات القضاء وتدخّلًا مباشرًا في سير العدالة، أدى إلى إبطال كامل المحاكمة في شهر ماي الماضي.
القضية الأصلية تتعلق بمحاكمة سبعة من الأطباء والممرضين الذين وُجّهت إليهم تهم تتراوح بين الإهمال الطبي والقتل غير العمد، على خلفية وفاة مارادونا خلال فترة التعافي بمنزله بعد جراحة في الدماغ. وتشمل لائحة المتهمين الطبيب الشخصي للنجم العالمي ليوبولدو لوكي، والطبيبة النفسية أغوستينا كوساشوف، إلى جانب طبيبين آخرين، وطبيب منسّق لإحدى شركات التأمين، إضافة إلى ممرضين اثنين.
ويواجه هؤلاء احتمال عقوبات تصل إلى خمسٍ وعشرين سنة سجناً في حال إدانتهم.
وبعد انهيار المحاكمة بسبب الفضيحة، تقرر رسميًا إعادة فتح الملف يوم 17 مارس 2026 أمام هيئة قضائية جديدة بالكامل، بهدف استعادة الثقة في مسار العدالة وضمان محاكمة نزيهة لشخصيات طبية كانت مسؤولة بشكل مباشر عن الحالة الصحية للاعب يُعد من أبرز أسماء كرة القدم عالميًا.
مارادونا، الأسطورة التي طبعت تاريخ اللعبة، قاد منتخب بلاده للتتويج بكأس العالم سنة 1986، وقاده أيضًا لنهائي كأس العالم 1990، كما صنع مجد نادي نابولي الإيطالي بشكلٍ أسطوري، وسبق أن حمل ألوان برشلونة وإشبيلية. ولا تزال وفاته تثير جدلاً واسعًا داخل المجتمع الأرجنتيني الذي يعتبره أيقونة وطنية تتجاوز حدود الرياضة.
تكشف هذه القضية حجم التأثير الذي تمارسه الرموز الرياضية في تشكيل الرأي العام العالمي، وكيف يمكن أن تتحول وفاة لاعب إلى قضية دولة تمسّ القضاء، الإعلام والمجتمع. كما تُبرز أهمية استقلالية العدالة ونزاهة المؤسسات، خاصة حين يتعلق الأمر بملفات حساسة تشغل الرأي العام، سواء في الأرجنتين أو في غيرها من الدول، ومنها المغرب الذي يولي بدوره أهمية كبرى لحُسن تسيير القطاع الصحي وتحصين الجسم القضائي من أي ممارسات قد تسيء إلى مسار العدالة.
19/11/2025
