تنظّم يوم الجمعة المقبل بمدينة مليلية ندوة فكرية تحت عنوان “حوار بين الرمال – 50 سنة على المسيرة الخضراء” بقاعة “أولا 10” التابعة لجامعة التعليم عن بُعد (UNED).
تأتي هذه الندوة في ظرفية رمزية، حيث يستحضر الثغر المحتل حدثاً وطنياً مفصلياً، في وقت يعود فيه ملف الصحراء إلى الواجهة، في قلب منطقة ما تزال تتأثر بإرث الاستعمار.
ويشارك في هذا اللقاء الأكاديميّان ماركوس-ر ، وبيريز غونزاليس وأليخاندرا-ك مارتينيز ، إلى جانب الفاعل المدني عبد العالي الرحماني من الناظور ، مع فتح مشاركة حرة للجمهور. ويؤطر الندوة خوان كارلوس كابيرو، رئيس منتدى أساتذة الفلسفة بمليلية، الذي قضى جزءاً من طفولته بمدينة العيون، ما أكسبه معرفة دقيقة بجغرافيا المنطقة وحساسيتها التاريخية، فضلاً عن إصدارات فكرية عديدة رسخت حضوره في المشهد الثقافي بالثغر المحتل.
ويرتبط منتدى الفلسفة بمليلية بشراكات واسعة مع كل من مؤسسة مغاربة العالم وجمعية موشي بنميمون للتراث اليهودي، وقد أثمرت هذه الشراكات تنظيم سلسلة أنشطة مشتركة داخل مليلية المحتلّة ومدينة الناظور ونواحيها، ضمن دينامية ثقافية تسعى إلى بناء جسور معرفية وتراثية بين الضفتين وإعادة قراءة الذاكرة المشتركة من منظور جديد.
ويأتي تنظيم هذه الندوة بعد مرور خمسين سنة على المسيرة الخضراء، الحدث الذي غيّر معادلات المنطقة وأعاد للمغرب جزءاً من سيادته الترابية. ومن المتوقع أن يطرح “حوار بين الرمال” أسئلة نقدية حول كيفية قراءة هذا الحدث في المخيالين المغربي والإسباني، وعلاقته بالتحولات السياسية والاجتماعية التي يشهدها الثغر المحتل اليوم.
كما تعكس المبادرة رغبة فاعلين ثقافيين داخل مليلية في إعادة صياغة النقاش حول ارتباط الثغر بمحيطه المغربي، وفتح فضاء تداولي يتجاوز الروايات الرسمية المتوارثة، في أفق بناء مقاربة أكثر توازناً تقارب التاريخ والهوية والانتماء من زوايا متعددة.












