أثارت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري اهتمام الرأي العام بعد إصدارها إنذارا رسميا لشركة AUDIOVISUELLE INTERNATIONALE المالكة لإذاعة ميد راديو، عقب شكاية تقدم بها أحد سكان مدينة القنيطرة حول حلقة من برنامج “كلام طيب” بثت في فاتح غشت 2024، واعتبرت أنها احتوت على عبارات مسيئة قد تؤثر على الصحة النفسية للمواطنين. وقد أشار المشتكي إلى أن البرنامج اختزل المرض النفسي في “الوسواس”، موجها إحدى المستمعات لتجاوز التشخيص الطبي والاكتفاء بقراءة سور قرآنية عند الشروق والغروب، وهو ما قد يعرّض المرضى للخطر ويمنعهم من استشارة المختصين.
وبعد تلقي الشكاية بتاريخ 6 غشت 2024، شرعت الهيئة في فحص دقيق للحلقة، معتمدة على القوانين المنظمة للاتصال السمعي البصري وخصوصا ما يتعلق بالصحة والسلامة. وأكد تقرير المديرية العامة للاتصال السمعي البصري أن محتوى البرنامج قد يشجع الجمهور على الاستغناء عن الخبرة الطبية ويعطي انطباعا خاطئا بإمكانية علاج الاضطرابات النفسية دون الاعتماد على المعرفة العلمية. وخلص المجلس الأعلى خلال اجتماعه بتاريخ 26 دجنبر 2024 إلى أن الإذاعة لم تحترم المقتضيات القانونية والتنظيمية، ليصدر قرار الإنذار الرسمي ويبلغ لكل من الإذاعة والجهة المشتكية.
وجاء القرار ليثير تفاعلا كبيرا على منصات التواصل، حيث اعتبره كثير من المواطنين دليلا على قدرة صوت الفرد في إحداث التغيير عند ممارسة حقه بمسؤولية. كما أشاد متابعون بأسلوب التعاطي المهني لرئيسة المجلس وأعضائه، معتبرين القرار رسالة واضحة لمقدمي البرامج الصحية والنفسية بضرورة الالتزام بالمعايير العلمية والتخصصية، وحماية جمهور المستمعين من أي خطأ أو تضليل. وتؤكد هذه الواقعة على أهمية آليات الشكايات ودورها في ضبط الممارسة الإعلامية وحماية الصحة العامة.
19/11/2025
