kawalisrif@hotmail.com

خفر السواحل الأمريكي يُنفّذ أكبر عملية تفريغ مخدرات في التاريخ … وعمليات نوعية تُغرق قوارب المهربين في المحيط الهادئ الشرقي

خفر السواحل الأمريكي يُنفّذ أكبر عملية تفريغ مخدرات في التاريخ … وعمليات نوعية تُغرق قوارب المهربين في المحيط الهادئ الشرقي

في عملية تُوصف بالأضخم خلال السنوات الأخيرة، أعلنت طاقم سفينة Stone التابعة لخفر السواحل الأمريكي عن تفريغ شحنة قياسية من المخدرات تصل إلى 22 طناً من الكوكايين والمخدرات الصلبة، تم إنزالها يوم الأربعاء في ميناء بورث إيفرغلايدز بولاية فلوريدا. هذه الكمية الضخمة هي حصيلة 15 عملية اعتراض نفذتها سفينة واحدة خلال الأسابيع الماضية، في إطار حملة أمريكية مكثّفة لملاحقة شبكات التهريب القادمة من أمريكا اللاتينية عبر المحيط الهادئ.

مصادر خفر السواحل أوضحت أن العمليات تمت في المحيط الهادئ الشرقي، المنطقة المعروفة بكونها الممر البحري الأكثر نشاطاً لتهريب الكوكايين نحو الولايات المتحدة. وخلال التدخلات، قامت القوات الأمريكية بإغراق قوارب المهربين بعد ضبطها، لمنع إعادة استخدامها في رحلات تهريب جديدة.

هذه العمليات، التي يصفها مراقبون بأنها “معركة بحرية صامتة”، جاءت نتيجة معلومات استخباراتية وتنسيق دولي يشمل دولاً في أمريكا الوسطى والجنوبية. السفينة Stone، التي تُعد من أكثر الدوريات البحرية تطوراً، تمكنت خلال أسابيع قليلة من اعتراض شبكة معقدة تمتد ما بين الكارتيلات الكبرى وقوارب “غو-فاست” السريعة التي تُعد الوسيلة المفضلة للمهربين عبر المحيط.

وتشير السلطات الأمريكية إلى أن هذه الضربة لم تقتصر على حجز المخدرات فحسب، بل استهدفت كذلك البنية اللوجستية لشبكات التهريب، من خلال تدمير القوارب وإيقاف العديد من أفراد الطواقم المتورطة، ما يُعقّد قدرة الكارتيلات على استعادة نشاطها سريعاً.

وفي الوقت الذي تحتفل فيه الولايات المتحدة بهذا الإنجاز الأمني، تُعيد العملية تسليط الضوء على التحولات الكبرى في مسارات المخدرات العالمية، وعلى الدور المتزايد للمحيط الهادئ كطريق رئيسي للتهريب. كما تثير تساؤلات حول أثر هذه العمليات على الدول الساحلية، وعلى رأسها دول أمريكا اللاتينية التي تُعد المصدر الأساسي للكوكايين الموجّه نحو السوق الأمريكي.

يأتي هذا الملف ليؤكد مجدداً أن الجريمة المنظمة عابرة للحدود، وأن مواجهة شبكات التهريب—سواء في الأطلسي أو المتوسط أو المحيط الهادئ—تتطلب يقظة دائمة وتنسيقاً دولياً واسعاً، وهي منهجية اعتمدها المغرب منذ سنوات في تعاطيه الحازم مع شبكات تهريب الكوكايين القادمة من جنوب القارة. نجاح الولايات المتحدة في حجز 22 ألف كيلوغرام دفعة واحدة يبرز حجم التحدي، ويُظهر كيف أصبحت المحيطات مسرحاً مفتوحاً لحرب مستمرة ضد الاتجار الدولي بالمخدرات.

20/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts