في تطور مفاجئ هزّ عالم الرياضات القتالية، أعلن الهولندي ريكو فيرهوفن، قاهر بدر هاري وجمال بنصديق ، أحد أبرز رموز الكيك بوكسينغ الحديثة والملقّب بـ”ملك الوزن الثقيل”، تخليه رسميًا عن لقب بطل العالم في منظمة Glory بعدما ظلّ محتفظًا به أزيد من 12 سنة، أي ما يناهز 4418 يومًا من السيطرة المتواصلة على العرش.
الإعلان جاء خلال لقاء إعلامي احتضنته العاصمة البريطانية لندن، حيث أكّد فيرهوفن (36 عامًا) أنه لن يمدد عقده مع Glory، وأنه بصدد فتح صفحة جديدة من مسيرته الاحترافية، سواء في رياضة الملاكمة، أو الـMMA، أو عبر منصات قتالية عالمية أكبر قد تمنحه تحديات جديدة واهتمامًا أوسع من الجمهور الدولي.
رغم المكانة الكبيرة التي يحتلها داخل المنظمة، إلا أن النجم الهولندي كشف عن مجموعة من الأسباب التي عجلت برحيله، من بينها:
خلافات واضحة حول مستقبله الرياضي داخل Glory وغياب رؤية مشتركة للمرحلة المقبلة.
عدم تنفيذ الوعود المتعلقة بنزالات “cross-over” التي كان ينتظرها عشاق الرياضات القتالية.
مطالبه المتزايدة بخصوص تعزيز نزاهة المنافسات وتشديد الفحوصات المضادة للمنشطات.
اضطراب إداري عاشته المنظمة خلال الفترة الأخيرة أثّر على جودة التخطيط والبرمجة.
وفي حديثه للصحافة قال فيرهوفن: “لم أضع نقطة نهاية لمسيرتي… النار داخلي ما زالت مشتعلة، والرحلة مستمرة خارج Glory.”
كلماتٌ تؤكد أن اعتزال البطل الهولندي ما يزال بعيدًا، وأن الجمهور العالمي مقبل على مرحلة مليئة بالمفاجآت قد تشمل انتقاله إلى عالم الملاكمة الثقيلة أو دخول تجربة جديدة داخل قفص الـMMA.
برحيل فيرهوفن، تطوي Glory صفحة من أبرز فصول تاريخها، فقد خاض الرجل 15 نزالًا على اللقب واحتفظ به لسنوات حوّلته إلى أيقونة رياضية عالمية.
اليوم، يبدأ بطل العالم السابق فصلًا جديدًا، قد يحمله نحو نزالات عملاقة ضد أسماء من الطراز الرفيع، في خطوة قد تغيّر خريطة الرياضات القتالية في السنوات القادمة.
ويشكل رحيل ريكو فيرهوفن عن منظمة Glory طيًّا لمرحلة طويلة من الهيمنة، وفتحًا لصفحة جديدة في مسار واحد من أبرز مقاتلي الوزن الثقيل في العالم. ومع هذا الانتقال، يعود الحديث في الأوساط المغربية حول النزالات التي جمعت ريكو بأبطال مغاربة صنعوا بدورهم جزءًا مهمًا من تاريخ الكيك بوكسينغ العالمي. فقد واجه بدر هاري في مناسبتين كبيرتين سنتي 2016 و2019، وهما نزالان بقيا راسخين في ذاكرة الجماهير رغم انتهائهما بإصابات أنهت النزال قبل الوصول إلى القرار.
كما كان للمقاتل المغربي–البلجيكي جمال بن صديق مواجهتان قويتان مع ريكو، أبرزها نزال 2017 الذي اعتبره الكثيرون من أعنف معارك الوزن الثقيل، قبل أن يتجدد اللقاء بينهما في 2021 وينتهي مرة أخرى لصالح فيرهوفن. هذه النزالات القوية جسدت مكانة المقاتل المغربي على الساحة الدولية، وأكدت أن ريكو وجد دائمًا أقوى خصومه بين الأبطال ذوي الأصول المغربية.
ومع خروج “ملك الوزن الثقيل” من Glory، يبقى الجمهور المغربي مترقبًا لخطوته المقبلة، خصوصًا وأن احتمال مواجهات جديدة ضد أسماء مغربية يبقى قائمًا في أي منصة دولية يختارها. رحلة ريكو تستمر، لكن أثره في الذاكرة المغربية سيظل حاضرًا بفضل تلك النزالات التي جمعت بينه وبين أسود الحلبة القادمين من المغرب.
21/11/2025
