يشهد سوق اللحوم الحمراء بالمغرب منذ فترة حالة من الاستقرار على مستويات سعرية مرتفعة، حيث تكاد الأسعار لا تشهد تغييرات تذكر، مما يحتم على المستهلكين التعامل مع كلفة ثابتة لفترة ممتدة. ويصف مهنيون الوضع بأنه هدوء لافت في الأسواق، مع ترقب واسع لانخفاض محتمل في الأسعار، رغم أن هذا التراجع يبدو بعيد المنال في الوقت الراهن. ويبلغ سعر كيلوغرام لحم العجل في بعض المدن مثل المحمدية 100 درهم، والغنم 110 دراهم، والماعز 120 درهما، بينما يصل سعر اللحم المفروم الخالي من الشحم إلى 140 درهما، في حين تتجاوز أسعار الأحشاء وبعض الأجزاء الخاصة 170 إلى 300 درهم.
ويرتبط ثبات الأسعار بمجموعة من العوامل المعقدة، من بينها تأثير الجفاف ونقص المراعي وارتفاع تكلفة الأعلاف، إضافة إلى تراجع القطيع الوطني واعتماد الاستيراد، فضلاً عن الطلب الموسمي المرتفع في فترات الأعياد، وتأثير التضخم وتكاليف النقل، وكذلك تدخل الوسطاء والمضاربات. وأكد رئيس الجمعية الإقليمية للجزارين بالمحمدية أن السوق لا يزال متأثراً بتنوع مصادر التزويد، حيث تُعد العجول المحلية مرتفعة التكلفة، ما يجعل أي انخفاض وشيك في أسعار البيع للمستهلكين أمراً مستبعداً في المدى القريب، لاسيما مع تراجع عدد الكسابين والفلاحين التقليديين لصالح المستثمرين الكبار الذين يركزون على الربح فقط.
وعلى الرغم من ذلك، ساهم الاستيراد الجزئي للعجول في تخفيف حدّة ارتفاع الأسعار، إذ لو لم يتم استيرادها لارتفعت الأسعار إلى مستويات قياسية تتراوح بين 120 و130 درهما للكيلوغرام. ويشير الفاعلون المهنيون إلى أن مستقبل الأسعار يظل مرتبطاً بالتساقطات المطرية، حيث إن تحسن الظروف المناخية سينعش المراعي ويخفف الضغط على المربين، بينما استمرار الجفاف سيؤدي حتماً إلى ارتفاع الأسعار مرة أخرى، مما يجعل سوق اللحوم الحمراء هشاً ومتقلباً بحسب عوامل العرض والطلب الموسمية والمناخية.
22/11/2025
