تنطلق قمة مجموعة العشرين، السبت 22 نونبر 2025، في جوهانسبرغ وسط تركيز مكثف على الحرب في أوكرانيا وملف المناخ، وفي غياب لافت للرئيس الأميركي دونالد ترامب. ورغم مقاطعته للقمة، تهيمن خطته لإنهاء الحرب الأوكرانية على النقاشات، إذ أعلنت أورسولا فون دير لايين أن القادة الأوروبيين سيعقدون اجتماعاً خاصاً على هامش القمة لبحث هذا الملف. كما تحظى المناقشات المناخية باهتمام إضافي، بعدما وصلت مفاوضات “كوب30” في البرازيل إلى مرحلة انسداد بشأن خارطة طريق للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى التحذير من احتمال انتهاء المؤتمر من دون اتفاق.
ويكتسي انعقاد القمة في إفريقيا لأول مرة بعداً رمزياً، خاصة أنها تأتي في ختام دورة تولتها دول “الجنوب العالمي”، من إندونيسيا إلى الهند والبرازيل وصولاً إلى جنوب إفريقيا. غير أن التوتر لا يغيب عن المشهد، إذ شكّلت مواقف ترامب انتقادات متكررة تجاه حكومة بريتوريا منذ عودته إلى البيت الأبيض. وتضع جنوب إفريقيا ضمن أولويات رئاستها إنشاء لجنة دولية تعنى بقضايا التفاوت الاقتصادي، إضافة إلى بحث تخفيف أعباء الديون، والمعادن الاستراتيجية لانتقال الطاقات النظيفة، والذكاء الاصطناعي. وفي ظل هذه الملفات الثقيلة، يبرز سؤال جوهري حول قدرة الرئيس سيريل رامافوزا على انتزاع بيان مشترك، في وقت عارضت واشنطن إصدار بيان ختامي بدعوى تعارض أولويات القمة مع توجهاتها.
وبرغم الخلافات، أشارت مصادر دبلوماسية في جوهانسبرغ إلى الانتهاء من صياغة مسودة بيان جديد سيتم رفعها للقادة، مع تغيير محتمل في عنوان الوثيقة التقليدية “بيان قادة مجموعة العشرين”. وتقدم جنوب إفريقيا نفسها خلال رئاستها بوصفها مدافعاً عن التعددية، وهو ما أشاد به رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا، مؤكداً أن التعددية تبقى “أمن الدفاعات ضد الاضطرابات والفوضى”. في المقابل، يمضي ترامب في نهجه الانعزالي، من خلال الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ للمرة الثانية، وامتناعه عن إرسال وفد إلى “كوب30”. ومع ذلك، تستعد الولايات المتحدة لتولي رئاسة مجموعة العشرين بعد جنوب إفريقيا، مع إعلان إدارة ترامب رغبتها في تركيز القمة المقبلة على قضايا التعاون الاقتصادي.
22/11/2025
