يعيش الشريط الحدودي المغربي-الجزائري على وقع وضع اقتصادي خانق، حيث تتراكم مظاهر الهشاشة وغياب الفرص وتراجع الاستثمارات، في منطقة يطغى عليها الفقر والبطالة وركود الأنشطة الإنتاجية. هذا التهميش المتواصل حوّل عدداً من شباب المنطقة إلى فريسة سهلة في يد شبكات التهريب الدولي للمخدرات، التي وجدت في اليأس غطاءً لاستقطابهم واستغلالهم بشكل بشع في عمليات العبور الليلي والمخاطر العالية.
ورغم الجهود الأمنية الكبيرة، بات واضحاً أن المقاربة الأمنية لدوريات الدرك الملكي وحدها غير كافية لوقف سريان ظواهر التهريب الدولي للمخدرات والسرقة التي تنتشر في المنطقة، ما دامت الأسباب الحقيقية متجذّرة في غياب التنمية وتراجع فرص الشغل وانعدام آفاق اقتصادية تحفظ كرامة الساكنة. التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل أصبحا اليوم الحل الحقيقي الوحيد لإنقاذ الحدود من هذه الدوامة.
وفي سياق هذه الأجواء المتوترة، تمكنت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي ببني درار ، التابع لسرية وجدة-أنجاد، مساء السبت 22 نونبر، من توجيه ضربة لهذه الشبكات، بعدما أوقفت أربعة أشخاص بالقرب من الشريط الحدودي على مستوى دوار أولاد حمو بجماعة بني خالد، وبحوزتهم طائرة درون صغيرة الحجم و 6.5 كيلوغرامات من الحشيش كانت معدّة للتهريب.
هذه العملية الجديدة تُظهر إصرار المصالح الأمنية على مواجهة الظاهرة، لكنها في الوقت نفسه تعيد طرح السؤال الكبير: إلى متى ستظل التنمية غائبة عن منطقة تُترك لشبابها سوى خيارين.. البطالة أو السقوط في يد بارونات التهريب؟
23/11/2025
