kawalisrif@hotmail.com

هولندا.:    وزيرة الهجرة على متن سفينة استقبال طالبي اللجوء بروتردام

هولندا.: وزيرة الهجرة على متن سفينة استقبال طالبي اللجوء بروتردام

أقدمت وزيرة الهجرة السابقة منى كايزر هذا الأسبوع على زيارة سفينة Silja الراسية بروتردام–ويست، والتي تستقبل منذ يوليوز 2023 حوالي 2000 طالب لجوء ينتظرون الحصول على سكن داخل هولندا. زيارةٌ أعادت إحياء النقاش الوطني حول ظروف الإقامة الصعبة في هذا “المركز العائم”.

برغم التحذيرات المتكررة لفِرق طبية وأطباء حول سوء النظافة ووجود مشاكل صحية خطيرة على متن السفينة، وصفت كايزر الوضع بأنه “يمكن تحمّله”. بل ذهبت أبعد من ذلك حين شبّهت السفينة بـ”باخرة سياحية قديمة” سبق لها السفر على مثيلتها.

تصريحٌ أثار موجة انتقادات واسعة، خاصة وأن التقارير الطبية كانت واضحة بشأن هشاشة ظروف العيش فوق السفينة.

رافقت الوزيرةَ خلال الزيارة محرّرةُ حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف تصوير جولة دعائية بالفيديو والصور.

لكنّ هذا القرار لم يمرّ مرور الكرام، فقد دخلت في خلاف مع إدارة السفينة ومع الهيئات المكلفة بحماية خصوصية طالبي اللجوء، خصوصًا أن التصوير مسموح فقط لعدد محدود من الصحافيين المعتمدين.

الصور التي انتشرت لاحقًا أظهرت الوزيرة في جولة مرتّبة بعناية، وهو ما اعتبره البعض نوعًا من “التلميع الإعلامي”.

ظهرت كايزر وهي تلعب مع الأطفال وترسم ابتسامات واسعة معهم، مرتدية ملابس دافئة ومريحة داخل فضاء مُهيّأ بعناية، في مشهد بدا متناقضًا مع الصرامة والتقشف المفروض عادة على مراكز استقبال طالبي اللجوء.

البعض رأى فيها زيارة إنسانية… وآخرون رأوا فيها تسويقًا سياسيًا مغطّى بالابتسامات.

أثارت الصورة الرئيسية نقاشًا وطنيًا بين من اعتبر الزيارة خطوة شفافة تُظهر جهود الدولة، وبين من وصفها بأنها مجرد لقطة رمزية لا تعكس حقيقة الظروف اليومية القاسية على متن السفينة.

تقارير صحافية أكدت وجود توتر حول تنظيم الزيارة والتصوير، بينما شدّدت كايزر على أنها تهدف فقط إلى “توضيح ما يجري لمعالجة أزمة اللجوء”.

سفينة Silja ليست مركزًا عاديًا؛ إنها فضاء مؤقت أُجبر فيه آلاف طالبي اللجوء على العيش وسط نقص الموارد ومشاكل النظافة والصحة والاكتظاظ. وهو ما سبق أن وثّقته تقارير إعلامية عديدة منذ بداية اعتمادها.

زيارة الوزيرة بما رافقها من صور ومشاهد مصوّرة، أعادت تسليط الضوء على الفجوة الكبيرة بين التواصل السياسي والواقع الميداني.

زيارة منى كايزر للسفينة لم تكن مجرّد خطوة بروتينية، بل كانت حدثًا سياسيًا–اتصاليًا بامتياز: مشاهد إنسانية أمام الكاميرا، مقابل واقع قاسٍ يعيشه مئات من طالبي اللجوء يوميًا.

الرسالة كانت واضحة: بين ما يُصوَّر وما يُعاش … الهوّة ما زالت كبيرة في سياسة الهجرة الهولندية.

23/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts