اختراقات القسام… كيف وصلت حماس إلى أسرار الميركافا وخطط الجيش الإسرائيلي؟

تتواصل التسريبات الإسرائيلية حول حجم الاختراق الذي تمكنت كتائب عز الدين القسام من تحقيقه داخل المنظومة العسكرية الإسرائيلية خلال معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، وكيف استطاعت الوصول إلى معلومات شديدة الحساسية مكّنت مقاتليها من تعطيل دبابات “ميركافا 4” والاستهلال المباشر للهجوم. ووفق تقرير لإذاعة الجيش الإسرائيلي، فقد جمعت الكتائب على مدى سنوات كماً هائلاً من البيانات المرتبطة بتشغيل الدبابات ونقاط ضعفها، بعد تتبع حسابات عشرات الآلاف من الجنود على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أتاح لها بناء قاعدة معرفية دقيقة حول هذه الآلة العسكرية المتطورة.

وتكشف الإذاعة أن مقاتلي القسام شكّلوا وحدة متخصصة للتعامل مع الدبابات، حاولت السيطرة على عدد منها خلال هجوم أكتوبر ونقلها إلى غزة، بينما تمكنت من تعطيل أخرى عبر زر داخلي حساس لم يكن معروفاً سوى للعاملين عليها. كما أن الحركة بنت نماذج محاكاة بالحجم الكامل لعدد من القواعد الإسرائيلية في غلاف غزة، ودربت عناصرها باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي، إضافة إلى بناء قوة استخبارات تضم نحو 2500 عنصر راقبوا ما يقارب 100 ألف جندي عبر منصات التواصل، واخترقوا مجموعات مغلقة على واتساب وفيسبوك لرصد الروتين العسكري اليومي وتحركات الوحدات وتموضع بطاريات القبة الحديدية.

وتشير المعلومات إلى أن الجيش الإسرائيلي اكتشف بداية 2024 في أحد أنفاق غزة مواد توثق عملية جمع البيانات التي استمرت خمس سنوات، بدءاً من 2018، وهو ما اعتبره ضباط إسرائيليون “أكبر فشل استخباراتي وعسكري” في تاريخ الاحتلال، بعدما تبين أن حماس كانت تمتلك صورة دقيقة عن قواعد الجيش أكثر مما يملكه بعض الضباط أنفسهم. وبينما تواصل إسرائيل حربها المدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 بدعم أميركي، متسببة في استشهاد أكثر من 69 ألف فلسطيني وإصابة 170 ألفاً معظمهم من النساء والأطفال، تستمر تل أبيب في خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في العاشر من أكتوبر الماضي، مخلفة مئات الضحايا يومياً.