kawalisrif@hotmail.com

إصلاح التعليم رهين بتكامل الأدوار وتغيير العقليات داخل المنظومة

إصلاح التعليم رهين بتكامل الأدوار وتغيير العقليات داخل المنظومة

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، خلال حضوره اجتماع لجنة التعليم والشؤون الاجتماعية بمجلس المستشارين، أن نجاح المؤسسات التعليمية يستوجب انسجاماً كاملاً بين مختلف مكوناتها، من مديرين ومفتشين وأساتذة، معتبراً أن أي خلل في أداء أحد الأطراف ينعكس مباشرة على مردودية المؤسسة، على غرار الفريق الرياضي الذي يفشل بمجرد تقاعس لاعب واحد عن القيام بمهامه. وشدد الوزير على أن الإصلاح الحقيقي يتطلب تحولا عميقا في طرق التدبير، ومقاربة ميدانية تجعل المديرين الإقليميين أقرب إلى المؤسسات وأكثر تفاعلاً مع إشكالاتها اليومية.

وبرز في مداخلة برادة التأكيد على ضرورة بناء علاقة عمل متينة بين المدير والمفتش لضمان مساندة المدرسين ودعمهم بيداغوجياً، مع تتبع حالات الغياب التي قد تؤثر على استمرار التعلمات. كما تناول أحد أهم التحديات المطروحة على المنظومة، وهو الهدر المدرسي، مشيراً إلى إطلاق برنامج “الفرصة الثانية” لفائدة المتسربين من الإعدادي، والذي يقوم على تأهيلهم تربوياً ومواكبتهم اجتماعياً عبر أنشطة رياضية وفنية ودعم فردي يراعي الفوارق بين المتعلمين ويوفر لهم مساراً آمناً للعودة إلى الدراسة. وتوقّع الوزير استفادة عشرات الآلاف من التلاميذ من هذا البرنامج، عبر توزيعه باستراتيجية جهوية دقيقة تضمن تتبع نتائجه.

كما توقف الوزير عند ملف النقل المدرسي الذي يشكل هاجساً لآلاف الأسر، موضحاً أن الوزارة تعمل بتنسيق مع الداخلية وشركاء من القطاع الخاص على وضع حلول تضمن وصول التلاميذ إلى مؤسساتهم في ظروف مناسبة، خاصة في المناطق النائية. وأكد أن ضمان الولوج العادل للتعليم يمر عبر تحسين ظروف عمل الأساتذة وتوفير حقوقهم وتحفيزهم، وتقوية قدرات المديرين والمفتشين لتجويد التأطير التربوي. وختم برادة بالقول إن الإصلاح التربوي ورش طويل يتطلب صبراً وانخراطاً جماعياً، مشدداً على أن المدرسة العمومية تظل محور المشروع المجتمعي، وأن نجاحه رهين بترسيخ ثقافة التتبع والمساءلة وتحقيق تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ.

25/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts