تعيش جماعة إكسان بإقليم الناظور تحت وطأة التهميش والحرمان، حيث يئن سكان دواوير أباروديا ، وأحبوشاتا وإحدهوما ، والواقعة ما وراء جبل وكسان، منطقة رقم 7 (نومرو-ن-سبعة)، من ظروف حياتية قاسية، ويجدون أنفسهم بين مطرقة الحرمان وسندان التهميش المؤسسي.
في قلب هذه المعاناة، يقف رئيس الجماعة وحاشيته حجر عثرة أمام أي مسعى لإخراج المنطقة من الحصار التنموي، رافضين تخصيص أي دعم مادي لمشاريع بنيوية ، أبرزها تزويد الدواوير الثلاثة بالماء الصالح للشرب. التي تعيش تخت واقع مؤلم من التهميش ، في ظل ندرة المياه وغياب ربط الدواوير بشبكة التزود.، في وقت توجد دواوير أخرى مجاورة لدواوير إكسان المحاصرة ، تابعة لجماعة بني سيدال لوطا، ترتوي من نفس الشبكة الحيوية ، في مشهد يبرز حجم المحسوبية والتمييز الصارخ والعنصرية داخل جماعة إيكسان .
مصادر مطلعة تؤكد وجود حقد دفين يكتنف تعامل الرئيس ( الذي يعاني من إنفصام مزمن ) مع بعض الدواوير، وهو ما أفقد السكان الأمل وأوقف أي دينامية تنموية في مناطقهم … فبعد إقرارها في إحدى دورات المجلس، رفض الرئيس فتح مسالك وإنجاز طرق للدواوير الثلاثة المنكوبة سياسيا ، رغم استجابة المكتب الجهوي للفلاحة ببركان قبل أن يأمر بتحويلها لدائرته ولدوائر أصدقائه الموالين لحزب التجمع الوطني للأحرار .
وعلى مدى فترتين متتاليتين، تم رفض برمجة الدواوير المغلوبة على أمرها ضمن مشاريع شبكة الماء الصالح للشرب، في حين تم ربط جميع المداشر المجاورة التابعة لجماعة بني سيدال لوطا بالمادة الحيوية من الشبكة نفسها التي تخترق تراب جماعة إكسان .
ولم يقتصر التهميش على الماء فحسب، بل طال الحرمان من الكهرباء والإنارة العمومية، إضافة إلى تعمد استبعاد بعض أعضاء المجلس من حضور دوراته، في مناورة دنيئة لعزلهم وقطع أي صوت معارض.
إن هذه السياسات الممنهجة، والقرارات الصادرة عن رئيس مستبد ومريض ، تحول جماعة إكسان إلى نموذج صارخ للفشل الإداري والتهميش المؤسسي. فالساكنة، رغم كل معاناتها، ما زالت تصر على الصمود، وتطالب بحقها المشروع في التنمية والخدمات الأساسية.
إن جماعة إكسان اليوم لا تحتاج إلى وعود أو بيانات إعلامية جوفاء، بل تحتاج إلى إطاحة بالاستبداد المحلي وإعادة الحقوق المنهوبة إلى أصحابها الشرعيين. وإلا، فسيظل صوت المعاناة يتردد صدىً في صمت المسؤولين، ولن تتحقق التنمية إلا بعد أن يسقط قناع الاستبداد في الجماعة ، وتعود العدالة إلى دواوير مهمشة منذ سنوات.
27/11/2025