أعلن الجيش في غينيا بيساو، أمس الأربعاء، سيطرته الكاملة على البلاد، مع تعليق العملية الانتخابية وتوقيف الرئيس عمر سيسوكو إمبالو، فيما كانت الدولة تنتظر نتائج الاقتراع الرئاسي والتشريعي الذي جرى الأحد. وشهدت العاصمة بيساو إطلاق نار كثيف قرب القصر الرئاسي، وسيطر عناصر مسلحون على الطرق المؤدية إليه، في بلد عرف أربعة انقلابات سابقة وعدة محاولات فاشلة منذ الاستقلال، في ظل موجة متجددة من الانقلابات العسكرية في غرب إفريقيا منذ عام 2020.
وفي مؤتمر صحفي عقد بعد الظهر، أعلن الجنرال دينيس نكانها، قائد القوة العسكرية الملحقة بالرئاسة، أن القيادة العليا لاستعادة النظام، المكونة من جميع فروع الجيش، ستتولى إدارة البلاد حتى إشعار آخر، مشيرا إلى أن الاستخبارات العامة اكتشفت مخططا لزعزعة استقرار البلاد بمشاركة تجار مخدرات محليين ودخول أسلحة لتغيير النظام الدستوري. كما أكد نكانها توقيف الرئيس إمبالو وعدد من كبار المسؤولين، وإغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية وفرض حظر تجول، داعيا المواطنين إلى التزام الهدوء.
وأثارت التطورات قلق المجتمع الدولي، حيث أعربت بعثات الاتحاد الإفريقي ومجموعة غرب إفريقيا ومنتدى حكماء المنطقة عن استنكارها لمحاولة عرقلة العملية الديمقراطية، فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف بضبط النفس واحترام سيادة القانون. وفي الوقت نفسه، دعت البرتغال إلى العودة إلى العملية الانتخابية. ويأتي هذا الانقلاب في دولة تواجه تحديات اقتصادية كبيرة، ويعيش نحو 40% من سكانها تحت خط الفقر، وقد تحولت إلى مركز لتجارة المخدرات بين أميركا الجنوبية وأوروبا بسبب عدم الاستقرار السياسي المتواصل.
27/11/2025
