kawalisrif@hotmail.com

المفوض الأممي فيليبو غراندي يحذر من تصاعد العداء ضد اللاجئين وتراجع روح التعاون الدولي

المفوض الأممي فيليبو غراندي يحذر من تصاعد العداء ضد اللاجئين وتراجع روح التعاون الدولي

عبّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، عن قلقه العميق من تزايد “العداء والخطابات الشعبوية” الموجهة ضد اللاجئين في العالم، معتبراً أن هذا التوجه يعكس “سباقاً نحو تشديد القوانين” التي تحد من دخول طالبي اللجوء وتضيق عليهم. وفي آخر مقابلة له قبل مغادرته منصبه، أشار غراندي إلى أن “الانقسام الجيوسياسي” الذي يشهده العالم يمثل أحد أخطر أسباب الأزمات الإنسانية المتصاعدة، مؤكداً أن السياسيين الذين يجعلون من اللاجئين “كبش فداء” يسهمون في تأجيج التوترات المجتمعية بدل البحث عن حلول مستدامة.

وأكد غراندي، في حديثه من مقر المفوضية بجنيف، أن روح التضامن الإنساني لا تزال قائمة رغم التحديات المتزايدة، مشدداً على أن “واجب إنساني وأخلاقي” يفرض مساعدة كل من يفر من الخطر. واستشهد بتجربة الرئيس الكولومبي السابق إيفان دوكي الذي منح الإقامة القانونية لمليون وسبعمائة ألف فنزويلي عام 2021، معتبراً ذلك مثالاً يحتذى في تقاسم المسؤولية. كما عبّر عن “غضبه” إزاء الكوارث الإنسانية في بورما والسودان، قائلاً إن “أسوأ ما يمكن أن نراه هو نزوح جماعي ناتج عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”.

وسيخلف غراندي في منصبه الرئيس العراقي الأسبق برهم صالح، الذي سيتولى رسمياً قيادة المفوضية السامية للاجئين، في وقت تمر فيه الوكالة بأزمة مالية حادة نتيجة خفض المساعدات الدولية، خصوصاً بعد تقليص الولايات المتحدة وبعض المانحين الرئيسيين لمساهماتهم. وأوضح غراندي أن هذه الأزمة أجبرت المفوضية على تقليص خدماتها في ظل تضاعف أعداد النازحين الذين تجاوزوا 117 مليون شخص حول العالم. وانتقد المفوض الأممي خطاب “الانعزال الوطني” الذي أصبح يتردد في عدة دول، معتبراً أن “شعار وطني أولاً” أثبت فشله في التعامل مع القضايا العالمية، مؤكداً أن “أي دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، لا يمكنها مواجهة التحديات الدولية بمفردها”، داعياً إلى استعادة روح التعاون المتعدد الأطراف كضرورة لإنقاذ العمل الإنساني العالمي.

31/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts