كشف تقرير صحفي من لندن أن الاتحاد الأوروبي لا يثق في الجزائر منذ أن أوقفت إمداداتها من الغاز الطبيعي إلى المغرب، وفرض عقوبات بخصوص هذه المادة الحيوية ضد إسبانيا، وذلك في سياق حديثها عن سعر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تشكيل تحالف للطاقة شبيه بمنظمة “أوبك+” الخاصة بمنتجي البترول، وذلك لتفادي العقوبات الأوروبية القاسية المرتبطة بحربه على أوكرانيا، أو فرض حد أدنى لأسعار الغاز.
وانطلق التقرير من الاتصال الهاتفي الذي أجراه بوتين مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الجمعة، أكد من خلاله أن روسيا مهتمة بالعمل في تعاون وثيق مع قطر لضمان الاستقرار في سوق الغاز العالمية، مبرزة أن الأمر يتعلق برسالة إلى أوروبا التي تتحرك في كل اتجاه بحثا عن بدائل للغاز الروسي، ومغزى هذه الرسالة أن أوراق موسكو لم تنته، وأنها يمكن أن تبني تحالفا من منتجي الغاز يمكن أن تطلق عليه اسم “منتدى الدول المصدرة للغاز+”.
وأوضح التقرير الإعلامي اللندني أنه من السهل أن يجد الرئيس الروسي الدعم من الجزائر لإنجاح التحالف الجديد، ويمكنها أن تحقق الأهداف التي يريدها بوتين بخنق أوروبا من الجنوب، مشيرة إلى أن الأوروبيين أنفسهم يتوقعون خطوة مماثلة من الجزائر بالرغم من الاتفاقيات الموقعة معها وزيادة الاهتمام بها من قبل دول مثل إيطاليا.
وأورد المصدر ذاته أن الأوروبيين الولايات المتحدة الأمريكية لا يثقون في الجزائر خاصة بعد وقف إمداداتها من الغاز باتجاه المغرب، والعقوبات من جانب واحد على إسبانيا في خطوة اعتباطية لم تراع شراكتها مع الاتحاد الأوروبي قبل أن تتراجع بعد اكتشاف خطورة هذه الخطوة على مصداقيتها على المدى البعيد في أن تكون موردا للغاز، وأنها تماما مثل روسيا تخلط الشراكة على مستوى الطاقة بالمواقف السياسية الآنية.
لكنه في المقابل أوضح أن ورقة قطر تظل أهم بالنسبة إلى روسيا، فثقل قطر غير وزن الجزائر في سوق الغاز وفي الساحة الدولية، خاصة أن الولايات المتحدة راهنت عليها كأول منتج للغاز لتعويض الغاز الروسي، لكن الدوحة لم تنسق وراء مساعي واشنطن بالرغم من استقبال الرئيس جو بايدن لأمير قطر في واشنطن وإظهار الاهتمام المبالغ فيه.
متابعة :
20/11/2022