شرع الحزب الشعبي الإسباني في لعب ورقة مدينتي سبتة ومليلية في خضم مساعي زعيمه، ألبيرتو نونيث فييخو، لتشكيل الحكومة الجديدة، حيث سافر وفد من قيادييه إلى مليلية للقاء رئيس حكومتها المحلية المنتمي إلى الحزب المحافظ نفسه، وخرجوا بتصريحات تتعهد بـ”حماية” المدينتين تزامنا مع بروز مطالب مغربية جديدة باستعادة السيادة عليهما.
واجتمع رئيس الحكومة المحلية للمدينة المتمتعة بالحكم الذاتي، خوان خوسي إمبرودا، بنائب أمين التنظيم بالحزب الشعبي، ميغيل تيلادو، الذين كان مرفوقا بعضو مجلس الشيوخ الإسباني أنخيل غونزاليس، وخلال هذا اللقاء أعرب إمبرودا عن قلقه إزاء الوضع السياسي على المستوى الوطني، لكنه أيضا تحدث عن “التحديات” التي تعيشها مليلية.
ووفق ما أوردته وسائل إعلام محلية، فإن إمبرودا تحدث عن نقص الدعم من الحكومة المركزية التي يرأسها زعيم الحزب الاشتراكي العمالي بيدرو سانشيز، معربا عن أمله في التصويت لفائدة فييخو كرئيس جديد للحكومة من طرف البرلمان الإسباني يومي 26 و27 شتنبر الجاري، قائلا إن هذا الخيار “سيكون الأفضل لجميع سكان مليلية، بغض النظر عن انتمائه السياسي”.
وعبر إمبرودا عن مخاوفه من نقص الدعم الحكومي حاليا لمليلية في ما يتعلق بالمغرب، في إشارة إلى مطالب استرداد السيادة عليها واستمرار إغلاق الجمارك التجارية، بالإضافة إلى أن تشكيل ائتلاف حكمي (من طرف الحزب الاشتراكي العمالي) مع أحزاب تنادي بانفصال إقليمي الباسك وكاتلونيا “يمكن أن يكون ضارا لإسبانيا بشكل عام ومليلية بشكل خاص”.
وأعرب تيلادو من جهته عن “ارتياحه” لزيارة مليلية في الوقت الذي عاد فيه الحزب الشعبي مرة أخرى لقيادة حكومتها، بعد الانتخابات البلدية التي جرت في ماي الماضي، رابطا الأمر بـ”تاريخ المدينة”، مبديا في المقابل أسفه “لتخلي” حكومة سانشيز عن سبتة ومليلية في السنوات الخمس الماضية، متعهدا بـ”العمل على حماية السيادة الإسبانية على كلتا المدينتين إذا تولى فييخو رئاسة الحكومة”.
وكان ملف السيادة على سبتة ومليلية قد عاد للواجهة مؤخرا بعد قيام سفارة المغرب في مدريد بنشر خريطة تضمهما إلى تراب المملكة، وهو الأمر الذي أثار غضب إمبرودا الذي طالب حكومة سانشيز بالتحرك للاحتجاج رسميا لدى الرباط، وجاء ذلك بعد تحرك إسباني داخل الاتحاد الأوروبي لإعلان المدينتين جزءا من حدود هذا الأخير.
متابعة :
08/09/2023