نفى وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، أن تكون هناك أي أسباب سياسية أو قانونية لها علاقة بالتأخر الحاصل حاليا في مسألة فتح الجمارك التجارية معبر سبتة ومليلية، من طرف المملكة المغربية، مشيرا إلى أن التأخر مرتبط بأسباب “تقنية”.
وأضاف ألباريس خلال مشاركته في برنامج حواري على إذاعة “أوندا سيرو” الإسبانية، أمس الخميس، بأن هناك جهودا متواصلة بين المغرب وإسبانيا، من أجل فتح الجمارك التجارية بكل من سبتة ومليلية، بشكل حاسم ونهائي، وبطريقة لا تقع بعدها أي مشاكل أخرى.
واستبعد ألباريس أن تكون هناك أسباب سياسية أو قانوية بصورة ما، هي التي تقف وراء تأخر فتح المغرب للجمارك التجارية بالمدينتين المذكورتين، مرددة أن الرباط أكد لمدريد في أكثر من مناسبة، بأن التأخر يرجع إلى أسباب تقنية، يجري العمل على حلها.
وأشار ألباريس في ذات الحوار الإذاعي، بأنه تواصل مع رئيس حكومة سبتة المحتلة، خوان فيفاس، وأكد له الأخيرة، أنه “راض على وضعية الحدود”، مع المملكة المغربية. وقد أشارت الصحافة الإسبانية بأن لقاء سيجمع بين فيفاس وألباريس في 23 أبريل الجاري.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن موضوع الجمارك التجارية بسبتة ومليلية، لازال هو الموضوع الأكثر نقاشا من طرف الأحزاب السياسية الإسبانية المعارضة، ووسائل الإعلام في البلد، بسبب مرور أكثر من سنتين على الاتفاق بفتحهما أمام البضائع دون أن يحدث ذلك من الجانب المغربي بعد.
وكان وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، قد قال في أول تصريح له حول المغرب بداية هذه السنة، إن المغرب شريك موثوق به بالنسبة لإسبانيا، نافيا أن يكون المغرب لا يريد الالتزام بالاتفاقيات مع إسبانيا، أو يرفض افتتاح الجمارك التجارية بالمعبرين الحدوديين، وقال بأن هذه الاتفاقيات تستغرق وقتا من أجل تنفيذها، ولا يرجع سبب التأخير إلى “أي نقص في الإرادة” لدى الرباط.
وكان وزير الخارجية المغربي ناص بوريطة خلال اللقاء الذي جمعه بألباريس في العاصمة الرباط أواخر العام الماضي، قد أشار أن سبب تأخر فتح الجمارك التجارية بكل من معبري سبتة ومليلية يرجع إلى مشاكل تقنية يجري العمل على حلها.
هذا وكان سياسيون وفاعلون اقتصاديون في كل من سبتة ومليلية المحتلتين، قد أعربوا عن تفاؤلهم بقرب افتتاح نشاط الجمارك التجارية بالمعبرين الحدوديين مع المغرب، في ظل تولي بيدرو سانشيز لرئاسة الحكومة الإسبانية لعُهدة ثالثة، وهو الذي كان قد وقع على اتفاق خارطة الطريق الجديدة التي تجمع المغرب بإسبانيا وتتضمن فتح الجمارك التجارية بكل من سبتة ومليلية.
وحسب ما نقلته الصحافة الإسبانية عن مسؤولين في المدينتين، فإن عدد من الأطراف السياسية والاقتصادية تعتقد أن فتح الجمارك التجارية بمعبر مليلية ومعبر تراخال بسبتة، يجب أن يكون أول خطوة لبيدرو سانشيز في فترته الرئاسية الجديدة، وأول مكسب يُحقق للمدنيتين في هذه الفترة.
وكانت اتفاقية خارطة الطريق بين المغرب وإسبانيا، قد تضمنت عددا من البنود، من بينها بند إعادة فتح الجمارك التجارية في مليلية، وإنشاء وفتح مكتب جمركي في معبر تراخال بسبتة، من أجل تقنين حركة نقل البضائع بين المدينتين وباقي المدن المغرب، خاصة بعدما أوقف المغرب نشاط التهريب المعيشي.
كواليس الريف: متابعة
12/04/2024