يبدو أن المغرب يعزز بشكل ملحوظ نفوذه الاستراتيجي في منطقة الساحل الإفريقي، مستفيدًا من التحولات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، خاصة بعد بروز أنظمة عسكرية في كل من مالي، بوركينا فاسو، والنيجر.
وفقًا لما ذكره فرانسوا سودان، رئيس تحرير مجلة جون أفريك، في حديثه لإذاعة فرنسا الدولية (RFI)، فإن المغرب ينجح في تقديم نفسه كشريك استراتيجي موثوق لدول الساحل، معتمدًا على سياسة تقوم على احترام السيادة الوطنية لتلك الدول دون التدخل المباشر في شؤونها الداخلية.
في المقابل، تواجه الجزائر تحديات دبلوماسية متزايدة، مع تراجع نفوذها التقليدي في المنطقة، خاصة بعد صعود قيادات عسكرية شابة وصعوبات في الحفاظ على علاقاتها مع الجماعات المسلحة، مثل الطوارق.
وأشار سودان إلى أن المغرب يستغل هذه الظروف لتعزيز دوره من خلال مبادرات مثل “أطلس أتلانتيك”، التي تهدف إلى:
1. تسهيل وصول دول الساحل إلى الأسواق الأطلسية.
2. تقديم بدائل للموانئ التقليدية التابعة لمجموعة سيدياو.
3. تعزيز الروابط الاقتصادية بين مستثمري الخليج ودول الساحل.
هذا النهج أكسب المغرب ثقة العديد من الدول في المنطقة، حيث يسعى لأن يكون وسيطًا استراتيجيًا يربط دول الساحل بالأسواق الأوروبية والدولية.
في سياق التنافس غير المعلن بين المغرب والجزائر في الساحل، يبدو أن المغرب يحرز تقدمًا دبلوماسيًا واقتصاديًا وعسكريا على حساب الدور التقليدي للجزائر، مما يعكس تحولًا في موازين القوى الإقليمية.
06/01/2025