تكثف السلطات المغربية جهودها لتعزيز أهمية معبر الكركرات الحدودي وتحويله إلى ممر استراتيجي إفريقي، وفق رؤية رسمية أكدها وزير الخارجية ناصر بوريطة في يناير الماضي. في هذا السياق، تتواصل العمليات الأمنية لمحاربة تهريب المخدرات والجريمة العابرة للحدود، خصوصًا عبر شاحنات النقل الدولي للبضائع. وقد شهدت الأشهر الأخيرة تصاعدًا في محاولات تهريب المخدرات عبر المعبر، ما استدعى يقظة أمنية متزايدة من قبل عناصر الأمن الوطني والجمارك، التي أحبطت العديد من العمليات الإجرامية.
وفي هذا الإطار، تمكنت السلطات الأمنية من إحباط محاولة تهريب 183 كيلوغرامًا و200 غرام من الكوكايين خلال عملية أمنية نوعية، إضافة إلى عمليات مماثلة جرت في الأشهر الماضية لحجز كميات معتبرة من المخدرات. وأظهرت التحقيقات أن المهربين يعتمدون على إخفاء المخدرات داخل تجاويف معدنية لشاحنات تحمل لوحات ترقيم مغربية قادمة من دول إفريقيا جنوب الصحراء. وبحسب مصادر أمنية، تم فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة لتحديد ملابسات القضايا وضبط جميع المتورطين، فضلًا عن تتبع امتدادات هذه الشبكات الإجرامية على المستويين الإقليمي والدولي.
في سياق متصل، يرى خبراء أن تطوير معبر الكركرات يعكس استراتيجية مغربية واضحة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، إضافة إلى كونه جزءًا من رؤية أشمل لتعزيز المبادلات التجارية وربط المغرب بالنسيج الاقتصادي الإفريقي. كما أن المشاريع التنموية، مثل ربط المعبر بالشبكة الوطنية للكهرباء وإنشاء طريق سريع نحو الداخلة، تعزز مكانته كبوابة رئيسية بين إفريقيا وأوروبا. هذا التوجه يتماشى مع التزامات المغرب ضمن اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، ويؤكد دوره المحوري في تأمين المعابر الحدودية وتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي.
13/02/2025