في خطوة تعكس عمق التعاون الاقتصادي بين المغرب وإسبانيا، وافقت الحكومة الإسبانية، خلال اجتماعها الأخير في 11 فبراير، على منح قرض ميسر بقيمة 754.3 مليون يورو لتمويل توريد 40 قطارًا بين المدن للمغرب. هذا التمويل، المقدم عبر صندوق دعم الشركات الإسبانية للتوسع الدولي (FIEM)، يستهدف دعم الهيئة الوطنية لسكك الحديد المغربية (ONCF) في تحديث وتوسيع شبكة السكك الحديدية الوطنية، مما يعزز التنقل بين المدن الرئيسية.
يُعد هذا التمويل جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز البنية التحتية للنقل في المغرب، حيث سيسهم بشكل مباشر في تحسين جودة وكفاءة خدمات السكك الحديدية. ومن المتوقع أن يسهم المشروع في تقليل الازدحام المروري، وخفض انبعاثات الكربون، وتعزيز استخدام وسائل النقل المستدامة، مما ينسجم مع الأهداف البيئية للمغرب.
علاوة على ذلك، يفتح هذا المشروع آفاقًا جديدة للشركات الإسبانية المتخصصة في تصنيع وصيانة القطارات، مما يرسّخ دور إسبانيا كشريك استراتيجي للمغرب في قطاع النقل والبنية التحتية. كما يعكس هذا التعاون التزام إسبانيا المستمر بدعم التنمية الاقتصادية في المغرب، وتعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين.
ويُتوقع أن يكون لهذا المشروع تأثير إيجابي على الاقتصاد المغربي، حيث سيؤدي إلى خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، سواء في قطاع السكك الحديدية أو في القطاعات الداعمة مثل الهندسة والتصنيع والصيانة. كما سيسهم في تحسين تجربة الركاب، عبر توفير قطارات أكثر حداثة وراحة وكفاءة، مما يعزز التنقل بين المدن الكبرى مثل الدار البيضاء، الرباط، مراكش، وطنجة.
من جهة أخرى، يُمثل هذا المشروع دفعة قوية للصناعات الإسبانية المرتبطة بالنقل السككي، إذ يعزز من قدرة الشركات الإسبانية على المنافسة في الأسواق الدولية، ويدعم مكانة إسبانيا كمزود رئيسي للتكنولوجيا والخدمات في هذا المجال.
يؤكد هذا المشروع على أهمية التعاون الاستراتيجي بين المغرب وإسبانيا، والذي يتجاوز مجرد تبادل السلع والخدمات ليشمل نقل المعرفة والتكنولوجيا وتعزيز البنية التحتية الحيوية. كما يعكس حرص البلدين على تطوير علاقاتهما الاقتصادية بما يخدم مصالحهما المشتركة. ومع استمرار هذا التعاون، من المتوقع أن يشهد قطاع النقل بالمغرب مزيدًا من التطور، مما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد والمجتمع بشكل عام.
14/02/2025