شهدت أسعار الفلفل في المغرب خلال شهر رمضان ارتفاعًا غير مسبوق، حيث تراوحت أسعار الكيلوغرام الواحد بين 15 و35 درهمًا، وهو ما وصفه البعض بالزيادة “الصاروخية”. وقد تزامن هذا الارتفاع مع الطلب المتزايد على الفلفل خلال الشهر الفضيل، مما أثار تساؤلات بشأن تأثير التغيرات المناخية، وآليات التوزيع والتصدير على توازن السوق.
وأوضح الخبير الفلاحي، رياض وحتيتا، أن السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار يعود إلى تغيرات المناخ، حيث تأثرت زراعة الفلفل والطماطم في البيوت البلاستيكية بانخفاض درجات الحرارة، ما أدى إلى تباطؤ الإنتاج. وأضاف وحتيتا أنه على الرغم من تراجع الإنتاج في السنوات الماضية بسبب فيروس أصاب الفلفل والطماطم، إلا أن الوضع هذا العام مختلف، حيث لم يتم تسجيل أي تفشي لفيروسات مماثلة. كما أشار إلى أن التصدير يلعب دورًا مهمًا في الارتفاع، إذ لا تخضع صادرات الفلفل والطماطم لأي حصص تصديرية، ما يسهم في تزويد الأسواق الأوروبية والموريتانية بكميات كبيرة.
وأشار التقرير إلى أن المغرب قد أصبح أحد كبار مصدري الفلفل إلى السوق الأوروبي، حيث احتل المركز الثالث في عام 2023، محققًا زيادة ملحوظة في حجم صادراته بنسبة 65.6% مقارنة بعام 2019. كما شهد هذا الموسم طلبًا استثنائيًا على الفلفل المغربي نتيجة للمشكلات الصحية التي واجهها الإنتاج في أوروبا، مما دفع العديد من المستوردين الأوروبيين إلى التوجه نحو الفلفل المغربي. ونتيجة لذلك، تضاعفت الأسعار بشكل كبير، حيث سجلت الأسعار المتوسطة للفلفل المغربي زيادات ثلاث أو أربع مرات هذا الموسم.
من جهة أخرى، أكد الخبراء أن تحسن المحاصيل في المغرب متوقع بدءًا من شهر أبريل حتى نهاية الموسم في مايو، مما قد يؤدي إلى استقرار الأسعار في الأسابيع المقبلة.
26/03/2025