كشفت التحقيقات التي باشرتها الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بمدينة فاس، أن من بين أبرز الملفات الثقيلة التي يواجهها المتهم الرئيسي، رئيس جماعة بني مطهر بجرادة ، المدعو “بوحفص”، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي تم إيداع سجن بوركايز بفاس أمس الخميس ، تورطه في تفويت عقار تابع للجماعة لشركة عقارية كان يملكها رئيس جهة الشرق المعتقل بدوره “عبد النبي بعيوي”، وذلك بثمن لا يتجاوز 50 درهمًا للمتر المربع ، وهو ما اعتبره المحققون تبديدًا للمال العام وتفويتًا لمبالغ مالية هامة على ميزانية الجماعة، بالإضافة إلى تهم تتعلق بالارتشاء واستغلال النفوذ.
كما شمل التحقيق شقيق رئيس الجماعة، المقيم بإسبانيا، بشأن استفادته من قطعة أرضية تابعة للجماعة بطرق وصفت بالمشبوهة، حيث أقام عليها مشروعًا يضم محطة بنزين ومقهى، في خرق واضح لقوانين الصفقات العمومية. وقد رُصدت خروقات جسيمة في مشاريع أشرف على تنفيذها مقاول تم اعتقاله بدوره، إلى جانب تقني تابع للجماعة.
وتعكس هذه المعطيات، بشكل جلي، المفارقة بين شعارات حزب الأصالة والمعاصرة “نزيدو القدام”، وواقع بعض مسؤوليه الذين وجدوا أنفسهم خلف القضبان. إذ لم تعد محاكم المملكة تخلو من قضايا تتعلق بتحقيقات، أو اعتقالات، أو محاكمات لمسؤولين سياسيين، حتى أضحى المواطن المغربي يتابع فصول هذه الوقائع كما لو كانت حلقات متجددة من مسلسل بوليسي يومي، يتنوع أبطاله وتتشعب أحداثه على مستوى التراب الوطني.
18/04/2025