في سياق التحولات الإقليمية التي تعرفها القارة الأفريقية، وتزايد الوعي الجماعي لدى الدول الأعضاء في المنظمات الإقليمية بأهمية احترام السيادة الوطنية ووحدة الأراضي، تتوالى المواقف الداعمة للمملكة المغربية من داخل مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (SADC). وفي هذا الإطار، برز موقف مملكة إسواتيني كخطوة دبلوماسية حاسمة تعبّر عن التزامها بمبادئ الشرعية الدولية ورفضها القاطع لمحاولات الالتفاف على المواقف القانونية للمجموعة بشأن قضية الصحراء المغربية.
في خطوة دبلوماسية وازنة تعكس وضوح رؤيتها السياسية والتزامها بمبادئ الشرعية الدولية، أعلنت مملكة إسواتيني انضمامها إلى موقف باقي الدول الأعضاء في مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (SADC)، معبّرة، من خلال مذكرة شفوية رسمية، عن رفضها القاطع والمطلق لما يُعرف بمذكرة التفاهم المزعومة التي وقعها الأمين التنفيذي للمجموعة مع جبهة البوليساريو. وأكدت المملكة بشكل صريح لا لبس فيه أنها لا تعتبر نفسها معنية بهذه الوثيقة ولا ملزمة بأي من مضامينها أو آثارها القانونية والسياسية.
وفي هذا الإطار، جدّدت إسواتيني تأكيدها على موقفها الثابت والداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية، معبّرة عن تأييدها الراسخ والمستمر لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، والتي تعتبرها الحل الوحيد الواقعي، الجدي والموثوق الكفيل بوضع حد لهذا النزاع الإقليمي المفتعل.
وجدير بالذكر أن مملكة إسواتيني، المعروفة سابقًا باسم “سوازيلاند”، تُعد من أعرق المملكات في القارة الأفريقية، حيث تقع جنوب القارة، محاذية لجنوب أفريقيا وموزمبيق. وتتميز بنظام ملكي وراثي تقليدي، وتحظى بمكانة دبلوماسية معتبرة ضمن مجموعة (SADC)، حيث تلعب أدوارًا فاعلة في قضايا الأمن والاستقرار والتنمية بالقارة. وتُعرف إسواتيني بعلاقاتها التاريخية المتميزة مع المملكة المغربية، المبنية على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر في مختلف المجالات.
18/04/2025