في خرجته اليوم الغحد ، وبدل أن يواصل تسليط الضوء على “الفضائح الثقيلة” داخل وزارة الصحة وملف فراقشية الدواء الذي يقول إنه يكشف “الطبيعة الافتراسية للحكومة”، فاجأ عبد الإله بنكيران المتابعين بانشغاله بتفصيل صغير لا يبدو في حجم الخطاب الناري الذي اعتاده.
فالأمين العام للبيجيدي، وبينما كان يتحدث عن الفساد و”غياب الحياء السياسي”، اختار أن يُدرج وسط كل ذلك شكاية شخصية لوزير الداخلية حول “سلوك والي جهة كلميم واد نون مع أحد منتخبيه”، وكأن البلاد خالية من الملفات الكبرى، أو وكأن هذا التفصيل البيروقراطي قضية رأي عام تستحق أن تُطرح في لقاء رسمي حول الحكم الذاتي!
وبحسب بنكيران، فقد رد عليه وزير الداخلية بأنه “غير مطلع بما يكفي” على الموضوع ووعده بالنظر فيه، لكن ما يثير الاستغراب هو إصرار بنكيران على إعادة الحديث عن هذا الأمر وكأنه ملف مصيري، في وقت يعترف فيه بنفسه بأن الانتخابات على الأبواب وأن حزبه يتطلب تعبئة غير مسبوقة لمنافسة حزب “الأحرار” الذي يقول إن لديه “السلطة والمال والأعيان”.
ورغم تركيزه على “الافتراس السياسي” وضرورة تشكيل لجنة تقصي حقائق في صفقات الصحة، عاد بنكيران ليُذكّر بخيبة أمله لأن الوزير لم يرد بعد على شكايته، وكأن الأولوية في البلد هي انتظار جواب إداري لا يغير شيئاً في الواقع السياسي الذي ينتقده صباح مساء.
وفي سياق آخر، اعتبر بنكيران أن الاجتماع الذي ضم الأحزاب ومستشاري الملك حول قضية الصحراء أعاد الاعتبار للأحزاب، معلناً أنه يشتغل على مذكرة لتجويد المبادرة. كما جدد مناشدته الحكام العرب بشأن غزة، مستنكراً الصمت الدولي أمام “الجريمة المفتوحة” التي تطال الفلسطينيين وسط ظروف طبيعية تزيد معاناتهم.
16/11/2025
