kawalisrif@hotmail.com

وجدة … لقاء تشاوري ترأسه الوالي العطفاوي حول البرنامج التنموي  … وسط دعوات الإصلاح في ظل تغلغل “لوبي الجمعيات الوهمية”

وجدة … لقاء تشاوري ترأسه الوالي العطفاوي حول البرنامج التنموي … وسط دعوات الإصلاح في ظل تغلغل “لوبي الجمعيات الوهمية”

شهدت عمالة وجدة أنجاد، يومه الإثنين 17 نونبر 2025، واحداً من أكثر اللقاءات الإقليمية سخونة منذ سنوات، بعدما تحوّل اجتماع الإعداد لبرنامج التنمية الترابية إلى ساحة تُكشف فيها وجوه وممارسات ظلّت لسنوات تتحرك في الظل.

اللقاء، الذي ترأسه الوالي العطفاوي وسط حضور وازن من المسؤولين والمنتخبين ورؤساء الجماعات، كان يفترض أن يُشكّل انطلاقة هادئة لمسار تشاركي يرسم أولويات التنمية للسنوات المقبلة. لكن ما حدث داخل القاعة قلب كل التوقعات.

فبدلاً من أن يهيمن النقاش التقني والمؤسساتي، خطفت الأضواء “جحافل المجتمع المدني” التي ظهرت فجأة بأعداد غير مسبوقة، ضمنها أسماء يعرفها الوجديون جيداً… أسماء لا علاقة لها بالتنمية، بقدر ما راكمت سمعة مثيرة للجدل، من سوابق قضائية إلى وساطات مشبوهة، مروراً بالتدخل في إدارات حساسة كالمصالح الضريبية والملحقات الإدارية.

بعض النشطاء وصفوا المشهد بـ “الفضيحة الصامتة”، معتبرين أن ما حصل هو تحويل للقاعات الرسمية إلى مسرح تتحرك فوقه لوبيات صغيرة تدّعي تمثيل المجتمع المدني وهي في الحقيقة تبحث فقط عن النفوذ والمصالح. أحد الفاعلين السياسيين لم يتردد في تسميتهم بـ “شرذمة لوّثت الفضاء المدني” وأفقدته مصداقيته أمام المواطنين.

ورغم هذا الضجيج، الوالي العطفاوي لا يعرف حقيقة أغلب هؤلاء ، حيث ضبط إيقاع اللقاء، مؤكداً أن برنامج التنمية الجديد لن يبنى على المصالح الضيقة، بل على مشاركة حقيقية تضع المواطن في قلب القرار، وكاشفاً أن مرحلة التنفيذ ستنطلق مطلع 2026 وفق معايير الحكامة والشفافية.

لكن الفوضى لم تتوقف عند حضور “الوجوه المشبوهة”، إذ فُتح المجال لبعضها لإلقاء كلمات، من بينهم منتخبون سبق أن لاحقتهم اتهامات بالفساد، وفاعلون جمعويون اشتهروا بالتطفل والسمسرة، ما جعل الحضور يتساءل عن الجهة التي منحتهم هذا الامتياز داخل لقاء يُفترض أنه يخصّ رسم مستقبل الإقليم.

ومع ذلك، لم يخلُ الاجتماع من محطات مهمة، أبرزها الورشات الموضوعاتية التي ناقشت الصحة والتعليم والتشغيل والبنية التحتية والماء والبيئة، إضافة إلى تشخيص التحديات الحقيقية التي تعانيها الجماعات الترابية.

لكن، ورغم أهمية المحتوى، بقي سؤال واحد يعلو فوق جميع النقاشات:

هل سيجرؤ الوالي العطفاوي على إقفال قوس “الجمعيات الوهمية” التي التهمت ثقة المواطن وشوّهت العمل المدني؟ أم أن هذه الوجوه ستواصل الجلوس في الصفوف الأمامية، تُصفّق أمام الكاميرات وتتحرك خلف الستار؟

17/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts