في إنجاز جديد يضاف إلى سجل الكفاءات المغربية بالخارج، توّجت الطباخة المغربية وجدان مرداد بالجائزة الكبرى في مهرجان الكسكس الدولي (Cous Cous Fest)، الذي تحتضنه سنوياً مدينة سان فيتو لو كابو بجزيرة صقلية الإيطالية، وهو أحد أكبر الملتقيات العالمية التي تحتفي بالمطبخ المتوسطي وتجمع نخبة من الطهاة من مختلف القارات.
وجدان، التي تقيم في جنوب تيرول بشمال إيطاليا، استطاعت أن تسحر لجنة التحكيم ومحبي فن الطبخ بلمستها الخاصة، بعد أن قدمت طبق كسكس مبتكر أطلقت عليه اسم “سمفونية النكهات المتوسطية”. هذا الطبق الحلو، المصنوع بعناية ومزيج متوازن من المكونات المغربية والأوروبية المتوسطية، عكس مهارتها الفريدة وقدرتها على منح الكسكس التقليدي روحاً جديدة تجمع بين الأصالة والإبداع.
الإنجاز لم يكن مجرد تتويج فردي، بل احتفاء جديد بالحضور المغربي في المحافل الدولية، وتأكيد على أن المطبخ المغربي – بعمقه التاريخي وتنوعه الذوقي – ما يزال قادراً على الإبهار حيثما حلّ. وقد لقي فوز وجدان مرداد تفاعلاً لافتاً داخل الجالية المغربية بإيطاليا، التي اعتبرت اللقب انتصاراً للهوية والذوق المغربيين في واحد من أهم المهرجانات الأوروبية المتخصصة.
بهذا التتويج، تؤكد وجدان مرداد أن الإبداع المغربي قادر على فرض حضوره في أكبر الملتقيات الدولية، وأن مطبخنا العريق ما يزال يفتح لنفسه آفاقاً جديدة في الساحة العالمية بفضل كفاءات شابة تحمل روح الابتكار وجذور الهوية. فوزها في صقلية ليس مجرد لقب في مسابقة للطهو، بل رسالة مضيئة تعكس قوة الدبلوماسية الثقافية المغربية، وتعيد التأكيد على أن الكسكس – هذا الرمز المتجذر في عمق المطبخ المغربي – يواصل سفره بين الأمم كسفير لثقافة عريقة تأبى إلا أن تتألق حيثما وُجدت.













